كشف تقرير جديد أن ظاهرة البطالة بين الشباب العرب قد توسعت بشكل كبير عقب الحرب، وأصبحت واحدة من المشاكل الرئيسية في سوق العمل الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، مما يترتب عليه آثار مقلقة على النسيج الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي بشكل عام. وقال المدير العام لمؤسسة "ألفنار" حسام أبو بكر في مقابلة مع موقع "ynet" صباح اليوم: "أكبر قلق هو أن المجتمع في حالة تدهور ويأس، فالناس لا يشعرون بأنهم مدمجون في المجتمع. نعلم أن كل زيادة في نسبة الاندماج في العمل تساهم بمليار شيكل للاقتصاد الوطني، ولكن هذا ليس اقتصاديًا فقط بل ثقافيًا أيضًا. من خلال نظرة شمولية للاندماج، فإن الاندماج في العمل يزيد من الاندماج في المجتمع ويحسن العلاقات بين اليهود والعرب. نحن لا نريد أن نرى مجتمعًا هامشيًا في المجتمع الإسرائيلي سواء اجتماعيًا أو اقتصاديًا، بل نريد رؤية المجتمع العربي أكثر اندماجًا وأكثر تأثيرًا في مجالات الحياة."

وفقا لتقرير "ألفنار 2024" الذي نُشر اليوم (الإثنين) لأول مرة، والذي يتضمن مؤشرًا عن توظيف المجتمع العربي في إسرائيل مع دراسة معمقة أجراها مركز "ألفنار"، فقد ارتفعت ظاهرة البطالة بين الرجال الشباب من المجتمع العربي (الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 الذين لا يعملون ولا يدرسون أو يتلقون تدريبًا) بشكل ملحوظ حتى نهاية عام 2023، حيث ارتفعت النسبة من 22.3% قبل الحرب إلى 34.5% بنهاية العام. وأكد التقرير على وجود علاقة مباشرة بين زيادة البطالة بين الشباب العرب في السنوات الأخيرة وارتفاع معدلات العنف والجريمة في المجتمع العربي، مما يبرز الحاجة الملحة للتعامل مع هذه المشكلة.

على الرغم من أن ظاهرة البطالة بين الشباب العرب ليست جديدة، إلا أنها توسعت بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل الأزمات التي مر بها المجتمع الإسرائيلي منذ عام 2019. وفقًا للتقرير، تدهورت نسبة البطالة بين الشباب العرب من 18 إلى 24 عامًا بشكل مستمر منذ عام 2015، حيث كانت 19.5% فقط، ووصلت إلى ذروتها خلال أزمة كورونا (2020-2021) بنسبة 36%.

وتشير البيانات إلى أن نسبة البطالة بين النساء العربيات الشابات كانت مرتفعة جدًا، لكن يبدو أن هناك اتجاهًا نحو تقليص هذه النسبة في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، انخفضت نسبة البطالة بين النساء العربيات في الفئة العمرية 18-24 من 43.1% إلى 39.9% بين عامي 2015 و2019. ومع ذلك، ارتفعت النسبة خلال فترة كورونا (2020-2021) إلى أكثر من 46%، لكنها انخفضت إلى 36.6% حتى بداية الحرب في أكتوبر 2023. منذ بداية الحرب، ارتفعت النسبة إلى 42%.

مشكلة أخرى هامة تتعلق بظاهرة البطالة بين الشباب العرب هي ارتباطها بزيادة الجريمة. وأظهر مسح أُجري في التقرير أن 59% من الشباب الذين لا يعملون يعتمدون على أسرهم كمصدر دخل، 3% يعتمدون على منح دراسية أو تمويل من برامج تدريبية، 15% على المعاشات التقاعدية، و23% لا يملكون مصدر دخل رئيسي. ويشدد كُتاب التقرير على أن هذه النسبة المرتفعة من الشباب العاطلين عن العمل الذين لا يملكون مصدر دخل رئيسي تشكل مصدر قلق، حيث قد يلجأ هؤلاء إلى مصادر دخل غير مشروعة من خلال عصابات الجريمة في غياب الفرص الأخرى.

من الجدير بالذكر أن هذه المشكلة تكتسب أهمية خاصة في ظل الارتفاع غير المسبوق في حالات القتل والعنف في المجتمع العربي. ومنذ بداية هذا العام، تم قتل 27 شخصًا في المجتمع العربي بسبب نزاعات بين عائلات وعصابات، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين قتلوا برصاص الشرطة. كما التقى وزير الأمن الوطني المؤقت، حاييم كاتس، أمس (الأحد) للمرة الأولى مع قادة المجتمع العربي لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة.

التوصيات 

التوصيات: يشير كُتاب التقرير إلى ضرورة اتخاذ عدة خطوات لتحسين حجم وجودة التوظيف في المجتمع العربي، ومنها:

إجراء تغييرات عميقة في النظام التعليمي العربي الذي يعاني من التمييز المالي طويل الأمد.

تحسين برامج التدريب المهني والتقني في إسرائيل بشكل عام، بما يخدم بشكل خاص المجتمع العربي في ظل الفوارق الكبيرة في التوظيف والأجور.

تحسين مستوى النقل العام في المجتمعات العربية، حيث لا يزال أداؤه أقل بكثير من المجتمعات اليهودية، نظرًا لأن الاستثمار في النقل العام في المناطق العربية كان له تأثير كبير في زيادة معدلات التوظيف في المجتمع العربي بشكل عام، وخصوصًا في صفوف النساء.

إيجاد حلول لمشكلة نقص الأراضي الحكومية وغياب التنظيم التخطيطي في السلطات المحلية العربية، مما يصعب إقامة مناطق صناعية وتجارية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]