خلال الساعات الأخيرة، تعرضت خلود أبو أحمد، إحدى ممثلات برنامج التوجيه في الجمعية لتهديدات مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مضايقات متكررة، وذلك على خلفية حملة ملاحقة تقودها جهات يمينية متطرفة، أبرزها منظمة "هتسيل". هذه الجهات تسعى إلى نزع الشرعية عن نشاط الجمعية في المدارس اليهودية والعربية، على الرغم من دورها الأساسي في تعزيز الحوار بين المجتمعات المختلفة.

في حديث خاص مع بكرا، عبّر أمنون بئيري سوليتسيانو، المدير العام المشارك لمبادرات إبراهيم، عن قلقه إزاء تصاعد هذه الهجمات، مؤكدًا أن الجمعية "لن تخضع لمحاولات التخويف، وستواصل عملها لبناء مستقبل مشترك قائم على التفاهم والتعايش."

دعم من المؤسسات التعليمية رغم التحريض

ورغم تصاعد الهجمات، حظيت مبادرات إبراهيم بدعم ملحوظ من بعض المدارس التي تتعاون معها. ومن بين هذه المؤسسات، برز موقف مدرسة "الرئيالي" في حيفا، التي واجهت مؤخرًا حملة تحريض مكثفة، لكنها رفضت الاستجابة لضغوط المتطرفين وأكدت استمرارها في التعاون مع الجمعية.

يقول بئيري سوليتسيانو: "نحن نثمن موقف مدرسة الرئيالي، التي أظهرت التزامًا بقيم التعليم والانفتاح. مثل هذه المواقف تعزز قناعتنا بأن عملنا له تأثير إيجابي حقيقي، حتى في ظل التحديات."

 دعوة لوزارة التربية والتعليم لاتخاذ موقف

في ظل هذه التطورات، توجهت مبادرات إبراهيم بنداء مباشر إلى وزير التربية والتعليم والجهات المهنية، مطالبة بإدانة الحملة التحريضية ضد ورشات الحياة المشتركة. كما شددت على أهمية دمج برامج التفاهم بين العرب واليهود في المناهج الدراسية، انطلاقًا من دور التعليم في محاربة الكراهية وتعزيز العيش المشترك.

يؤكد بئيري سوليتسيانو: "التعليم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحريض، ويجب أن يكون واضحًا للجميع أن التعارف بين المجتمعات ليس خطرًا، بل فرصة لمستقبل أفضل وأكثر استقرارًا للجميع."

استمرار رغم التحديات

ورغم الضغوط، تبقى مبادرات إبراهيم مصممة على مواصلة عملها، مستندة إلى الدعم الذي تتلقاه من المؤسسات التعليمية وأفراد المجتمع المؤمنين بأهمية العيش المشترك. فبالنسبة للقائمين على الجمعية، هذه ليست مجرد معركة آنية، بل جزء من صراع طويل لضمان مستقبل أكثر تقبلًا وتسامحًا.

يختم بئيري سوليتسيانو حديثه قائلًا: "نحن نؤمن بأن الحوار والتفاهم هما السبيل الوحيد لبناء مجتمع مشترك، وسنواصل العمل لتحقيق ذلك، مهما كانت العقبات."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]