في مؤتمر صحفي مؤثر عقدته اللجنة الشعبية في أم الفحم، كان الجميع يتحدث عن تصاعد العنف والجريمة، لكن صوتًا واحدًا هزّ القاعة، صوت آدم محاميد، الفتى الذي فقد والده عز محاميد في لحظة لم يكن يتوقعها أحد.
يروي آدم تفاصيل اللحظة القاسية التي غيرت حياته إلى الأبد:"كنا في طريقنا إلى المسجد الأقصى عندما رأى والدي شخصًا مصابًا ملقى على الأرض. لم يتردد لحظة، ركض نحوه ليحاول إنقاذه، وأنا ذهبت معه لكنني بقيت بعيدًا. فجأة جاءت سيارة ودهسته... أمام عيني. لم أستوعب ما حدث، لكن أبي فارق الحياة في تلك اللحظة."
مشهد لم يكن آدم يتخيل أنه سيعيشه، لكنه بات اليوم يحمل صوته ليقول للجميع: "لا أريد أن يخسر أحد آخر والده كما خسرته."
"لا نريد الانتقام.. نريد العدالة"
وسط أجواء الحزن والغضب، كان موقف عائلة محاميد واضحًا: "لا نريد الانتقام، بل نريد وضع حد لهذه الجرائم." رسالة شجاعة جاءت من شقيق الضحية، عبد المنعم محاميد، الذي أكد أن العائلة لا تبحث عن الثأر، بل عن العدالة وإنهاء دوامة العنف.
مظاهرة أم الفحم: صرخة لكل الضحايا
في ظل هذا الواقع المرير، تستعد أم الفحم لاستضافة مظاهرة قطرية يوم السبت المقبل، تحت شعار "ضد تواطؤ الشرطة، ضد الإجرام والظلم – مش راكع ومش خاضع". هذه المظاهرة ليست فقط رفضًا لتصاعد العنف، بل رسالة لكل من فقدوا أحباءهم بسبب الجريمة المنظمة، ورسالة للمجتمع بأسره بأن الصمت لم يعد خيارًا.
آدم محاميد يوجه نداءً لكل شاب وعائلة:"لا تدعوا قصص الضحايا تُنسى. انزلوا إلى الشارع، كونوا صوت من لم يعد يستطيع الكلام. أنا فقدت أبي، لكن لا أريد أن يفقد أحد آخر والده، أخاه، أو صديقه. هذه المظاهرة هي صرختنا جميعًا، فلا تتركونا وحدنا."
ستنطلق المظاهرة يوم السبت الثامن من الشهر الجاري، في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا، من مسجد محمد الفاتح في حي الظهر. ستكون هذه المظاهرة لحظة حاسمة، فإما أن نقف معًا ضد العنف، أو ننتظر الضحية التالية.
[email protected]
أضف تعليق