قال الصحفي سامح أبو دية من غزة لـ "بكرا" إنه بعد 477 يومًا من النزوح، يستعد للعودة إلى بلدته بيت لاهيا الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة، رغم الدمار الشامل الذي حل بها.
وأضاف أبو دية: "بيتي الذي بنيته بدم قلبي ومن قوت أولادي، وسكنته قبل الحرب بأربعة شهور فقط، أصبح الآن كومة من الركام. ولكنني سأعود أنا وأسرتي، حتى لو اضطررنا للنوم فوق هذا الركام".
وأكد أبو دية أن بيت لاهيا، كما هو حال 80% من شمال قطاع غزة، أصبحت مدينة منكوبة؛ حيث لم يتبقَ أي مبنى صالح للسكن، ولم تسلم من الدمار المستشفيات أو المدارس أو الشوارع أو آبار المياه.
وأوضح أبو دية أن "كل شيء في الشمال مدمر بالكامل. هذه المعلومات ليست مبالغة، إنها الحقيقة المرة".
استعداد للعودة
وأشار أبو دية إلى أن أهالي شمال غزة يستعدون للعودة إلى منازلهم المدمرة، وسط مشاعر مختلطة بين الفرح والألم. وقال: "الناس متحمسون للعودة رغم علمهم بحجم الدمار. وهذا الشعور يعكس انتصارهم على مخطط التهجير. حتى أنهم ألّفوا أغنيات للاحتفال بعودتهم، مثل 'يمين شمال حنروح عالشمال'".
وتابع أبو دية: "ورغم توفر المساعدات بكميات كبيرة، إلا أنها لم تُوزع بعد بانتظار آلية شاملة تضمن العدالة والشمولية، والتي يُتوقع تفعيلها بعد عودة النازحين إلى الشمال".
وأشار إلى أن هناك وفرة في السلع وانخفاضًا في الأسعار، لكنه أوضح أن حوالي 1.5 مليون مواطن بحاجة ماسة إلى مأوى سريع، وسط نقص كبير في الخيام والكرفانات.
وقال أبو دية: "حتى الآن، لم يصل أي كرفان سوى عدد محدود مخصص لتشغيل معبر رفح، ولا يتجاوز العدد عشرة كرفانات". أما الخيام، فوصلت أعداد منها لكنها غير كافية لسد احتياجات النازحين.
وحول تفتيش المركبات وآلية العودة، أوضح أبو دية أنه سيتم تفتيش المركبات العائدة عبر شارع صلاح الدين شرقي القطاع، بينما سيُسمح للمشاة بالعودة دون تفتيش عبر شارع الرشيد الساحلي غربي القطاع، وفقًا لآلية مؤقتة تستمر حتى 8 فبراير المقبل، على أن يُسمح بالتنقل في الاتجاهين.
50 مليون طن من الركام ومخاوف إعادة الإعمار
وأكد أبو دية أن غزة تواجه تحديًا ضخمًا يتمثل في إزالة 50 مليون طن من الركام، معظمها في شمال القطاع. وقال: "عملية إزالة الركام قد تستغرق ما بين 3 إلى 5 سنوات، وربما أكثر".
وشدد أبو دية على أنه رغم وقف إطلاق النار، تستمر خروقات الاحتلال، مما يزيد من معاناة السكان. وأكد وقوع عشرات الخروقات، أبرزها في مدينة رفح، حيث سقط 20 شهيدًا وعشرات الجرحى بعد وقف إطلاق النار.
وأضاف أن إطلاق النار يستمر يوميًا على المواطنين، وكان آخره صباح اليوم في عرض بحر دير البلح وسط القطاع.
وختم أبو دية حديثه لبكرا بالقول: "ورغم كل التحديات، تبقى عودة النازحين إلى شمال غزة رمزًا للصمود في وجه الدمار ومخططات التهجير، وفرصة لبدء فصل جديد من حياتهم، حتى ولو كان فوق الركام".
[email protected]
أضف تعليق