قُتل 10 فلسطينيين وأصيب 40 في عملية عسكرية إسرائيلية في جنين في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، وذلك بعد 3 أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة.

وفيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته التي أطلق عليها "السور الحديدي"، انقطع التيار الكهربائي عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، جراء استمرار العملية الإسرائيلية وفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وبالتزامن مع العملية الإسرائيلية، أصيب أربعة أشخاص، في هجوم في تل أبيب، قُتل منفّذه وفق خدمة الإسعاف الإسرائيلي.

العملية في جنين

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي دان بيري قال: "العملية في جنين على خلفية صفقة تحرير الرهائن في غزة تسلط الضوء على التحدي المعقد ثنائي الجبهة. الوضع في الضفة الغربية يتدهور بشكل متسارع، في ظل تقارير عن تهريب أسلحة من إيران، إلى جانب حالة الإحباط العام بين السكان. على الرغم من محاولات السلطة الفلسطينية التعامل مع الوضع، فإنها غير قادرة فعليًا على استعادة السيطرة الكاملة في جنين، التي ظلت على مدار سنوات بؤرة معروفة للمسلحين الراديكاليين".

تحويل الانتباه

وتابع: "مع ذلك، توقيت العملية مثير للجدل. هناك من يرون في هذا الحدث محاولة غير ناجحة لتحويل الانتباه عن الصفقة المثيرة للجدل مع حماس في غزة. الصفقة، التي تشمل وقف إطلاق نار مؤقت وتحرير رهائن مقابل أسرى فلسطينيين، تحظى بشعبية كبيرة لدى عائلات الرهائن وعامة الناس، باعتبارها الطريقة الوحيدة، على ما يبدو، لإعادة بعض الرهائن على الأقل. لكن المتشددين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتبرونها استسلامًا، لأن الصفقة تبدو مصممة بطريقة تسمح - إذا نُفذت حتى النهاية - لحماس بالبقاء في السلطة في غزة، وهي نتيجة شبه غير معقولة بعد 15 شهرًا من الحرب. بالطبع، هذا أيضًا نتيجة رفض هؤلاء المتشددين ونتنياهو إيجاد بدائل وعجزهم عن دعم الحل الطبيعي المتمثل بالسلطة الفلسطينية".

تهدئة اليمين الإسرائيلي

واكمل بيري قائلًا: "إطلاق عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية في لحظة حساسة كهذه قد يُفسر كمحاولة لتهدئة اليمين الإسرائيلي. ربما يسعى نتنياهو لتحقيق توازن بين تقديم تنازلات لحماس وبين الظهور بمظهر الحزم في محاربة الإرهاب.

ومع ذلك، وبغض النظر عن الدوافع السياسية، لا يمكن تجاهل الوضع في الضفة. عجز السلطة الفلسطينية عن فرض النظام سمح بازدهار المجموعات المسلحة، مما يهدد ليس فقط الأمن الإسرائيلي، بل أيضًا احتمالية تحقيق حل الدولتين".

وأنهى حديثه قائلًا: "الوضع يتطلب مزيجًا من الحزم والتفكير المنطقي ورؤية طويلة المدى. تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن على المدى القصير والاستقرار على المدى الطويل أمر بالغ الأهمية. دون جهود منسقة لتعزيز السلطة الفلسطينية ومعالجة القضايا الأساسية، ستظل هناك حاجة إلى عمليات مثل تلك في جنين، لكنها أيضًا ستؤدي إلى تفاقم دائرة العنف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]