تتأهب العاصمة الأمريكية واشنطن لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم الاثنين وسط تشديد أمني وحضور لقادة دول، الامر الذي يعد سابقة تاريخية بحفلات التنصيب وغياب لممثلين عن روسيا والدول العربية.

واتخذت الأجهزة الأمنية والإدارية في واشنطن تدابير أمنية غير مسبوقة قبيل مراسم التنصيب. حيث تم إغلاق أجزاء كبيرة من المدينة قبل عدة أيام من الحفل، مما حال دون وصول الجمهور ووسائل النقل إلى معظم المناطق.

كما ستعلق إمكانية الوصول إلى عدة محطات ميترو، مع تعليق حركة الحافلات على عدة خطوط. وقد تم بناء سور مرتفع حول مبنى الكونغرس، حيث ستُقام مراسم التنصيب.

وبسبب توقع انخفاض درجات الحرارة في واشنطن إلى 11 درجة مئوية تحت الصفر، تقرر أن يؤدي دونالد ترامب ونائبه جي دي فينس اليمين الدستورية داخل مبنى الكونغرس، وليس أمامه كما كان مخططا في البداية.

حيث سيتم ذلك في قاعة روتوندا المركزية، التي تتسع لحوالي 600 شخص فقط.

وكانت آخر مرة أُقيمت فيها مراسم تنصيب رئيس أمريكي في هذه القاعة في 20 يناير 1985، عندما أدى الرئيس الـ40 رونالد ريغان اليمين لبدء فترة رئاسية ثانية.

كما تم تغيير مسار العرض التقليدي، حيث سيُقام في مركز "كابيتال وان أرينا" الرياضي بدلا من جادة بنسلفانيا.

سابقة تاريخية في حفلات التنصيب.. رؤساء الدول بين الضيوف

سيصبح ترامب الرئيس الـ45 والـ47 للولايات المتحدة، وثاني رئيس في التاريخ الأمريكي يتولى المنصب بعد انقطاع بين فترتي رئاسة، حيث سبق أن حقق هذا الإنجاز فقط غروفر كليفلاند، الذي شغل منصب الرئيس في فترتين منفصلتين (الرئاسة الـ22 من 1885 إلى 1889، والرئاسة الـ24 من 1893 إلى 1897).

وعادة ما تتم دعوة السفراء والدبلوماسيين الرفيعي المستوى لحضور مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي، لكن لم يسبق لأي زعيم أجنبي أن زار الولايات المتحدة للمشاركة في هذه المناسبة بشكل رسمي منذ 1874، حسب سجلات وزارة الخارجية التي يعود تاريخها إلى ذلك العام.
ومع ذلك، قام ترامب بكسر هذه العادة ودعا عددا من قادة الدول لحضور مراسم تنصيبه.

ومن بين المدعويين: رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، ورئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، ورئيس الصين شي جين بينغ، ورئيس باراغواي سانتياجو بينيا، ورئيس السلفادور نايب بوكيلي، ورئيس الإكوادور دانيال نوبوا.

ومن بين المدعوين أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يسبق له أن حضر حفل تنصيب أي رئيس أمريكي.

ومن المتوقع أن يغيب المسؤولون الروس والعرب عن حفل التنصيب.

كما سيحضر الحفل قادة شركات التكنولوجيا البارزة، بما في ذلك إيلون ماسك، مارك زوكربيرغ، وجيف بيزوس، بالإضافة إلى رؤساء شركات مثل تيك توك، Open AI، غوغل، آبل، وأوبر.

وسيشارك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، التي كانت منافسة لترامب في الانتخابات الرئاسية، في مراسم التنصيب، في حين أن ترامب لم يحضر مراسم تنصيب الديمقراطيين في 2021، حيث غادر واشنطن في الصباح الباكر.
وفي تناقض صارخ مع ترامب، سوف يلتزم بايدن بأحد أقوى رموز التسليم الديمقراطي، حيث سيرحب بترامب في البيت الأبيض وينضم إليه في الرحلة إلى مبنى الكابيتول قبل أن يؤدي اليمين الدستورية.

قرارات ستوقع في اليوم الأول

ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن ترامب يعمل على إعداد أكثر من 100 أمر تنفيذي اعتبارا من اليوم الأول لرئاسته، فيما يرقى إلى حملة من الصدمات بشأن الرسوم الجمركية وأمن الحدود والترحيلات.

كما توقع مساعدو ترامب أن يقوم الرئيس المنتخب بعد مراسم التنصيب بتوقيع ما بين 50 إلى 100 مرسوم، ستشمل مجالات الطاقة والبيئة والهجرة والاقتصاد والتجارة والسياسات الجندرية، بينما في أول يوم له في منصب الرئيس عام 2017، وقع ترامب مرسوما واحدا فقط يتعلق بأحكام قانون الرعاية الصحية.

وكان حلفاء ترامب يقومون بإعداد مجموعة من الأوامر التنفيذية التي يمكن أن يوقعها سريعا بشأن مجموعة واسعة من القضايا، من الحملة الخاصة بالحدود الأمريكية المكسيكية إلى تنمية الطاقة إلى جدول اتحادي لقواعد قوة العمل والسياسات الخاصة بالجنسين في المدارس وتفويضات اللقاحات، وفرض الرسوم الجمركية وغيرها من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بشأن اليوم الأول.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]