كان لدي حلم… حلم بسيط كأي فتاة. بيت يملأه الحب، أطفال يلعبون حولي، وزوج يكون رفيق درب وسندًا. عندما جاء يوسف، ظننت أن الحلم تحقق. كان يبدو مثالياً، وكل شيء فيه كان يخبرني أن حياتي ستكون كما تمنيت.
في البداية، كانت الأيام زاهية. ضحكنا كثيراً، وعدنا أكثر، وشعرت أني أخيراً أعيش السعادة التي طالما انتظرتها. لكن شيئاً فشيئاً، بدأت الأمور تتغير.
لم يحدث التغيير فجأة، بل تسلل ببطء كظل يزحف نحو ضوء غرفة. في البداية، كانت ملاحظاته خفيفة، أسئلة بسيطة مثل: لماذا لم تقومي بهذا؟’ أو ‘أنتِ لا تفهمين.’ كنت أضحك وأحاول التبرير، وأقنع نفسي أن يوسف يمر بضغوط العمل.
لكن مع الوقت، تحول اللطف إلى صراخ، والعتاب إلى كلمات جارحة. كنت أقول لنفسي: اصبري يا هند، الزواج مسؤولية. كنت أعيش على أمل أن الأمور ستتحسن. لكنها لم تتحسن أبداً.
كنت أخفي كل شيء. لم أشأ أن يعرف أحد، حتى أقرب الناس إليّ. كنت أخشى اللوم، وأتوقع سماع جملة: هذا نصيبك تعايشي معه.
لكن الأطفال كانوا يرون ويسمعون. أتذكر جيداً عندما جاء ابني الصغير وسألني: ‘ماما، لماذا أبي يصرخ دائماً؟ هل فعلنا شيئاً خاطئاً؟ شعرت حينها أني لم أفقد صوتي فقط، بل فقدت نفسي أيضاً.
انهرت في يوم لم أعد أحتمل فيه الصمت. أخذوني إلى المستشفى، وهناك شعرت أن حياتي كلها انتهت.
لكن في وسط العتمة، جاءني ضوء. أخصائية اجتماعية جلست إلى جانبي. لم تسألني عن التفاصيل في البداية. فقط قالت: كيف حالكِ؟

كانت هذه أول مرة أشعر فيها أن أحداً يراني.
بدأت أتحدث شيئاً فشيئاً. لم يكن الأمر سهلاً. كل كلمة كانت وكأنها تزيل طبقة من الجرح. لكنها استمعت دون أن تحكم أو تُشعرني بالخجل. فقط استمعت.
الأخصائية لم تقدم حلولاً جاهزة. لكنها منحتني شيئاً أكبر: الأمل. علّمتني أن أرى نفسي كإنسانة لها حق في حياة أفضل.
بدأت أتعلم وضع الحدود، وأن أقول ‘لا’ حين أشعر بالألم. بدأت أبحث عن الأشياء الصغيرة التي تعيد إليّ طاقتي. كل خطوة كانت تبدو ثقيلة، لكن وجودها بجانبي كان يجعل الطريق أقل وحدة.
علّمتني كيف أتنفس عندما يشتد الخوف، وكيف أعبّر عن مشاعري بالكتابة حين تعجز الكلمات. بفضلها، أدركت أن التعافي ليس حدثاً واحداً، بل سلسلة خطوات صغيرة.
اليوم، أنا أروي حكايتي لأنني أؤمن أن هناك نساء أخريات يمررن بما مررت به. أريدهن أن يعرفن أن الصمت ليس الحل. هناك دائماً يد تمتد لتساعد، كما حدث معي.
التعافي ليس سهلاً، لكنه ممكن. يكفي أن تبدئي بخطوة واحدة، مهما كانت صغيرة: تحدثي. لا تخفي ألمكِ. أنتِ تستحقين أن
يُرى وجعكِ، أن يُسمع صوتكِ، وأن تعيشي الحياة التي لطالما حلمتِ بها.
في ختام هذه المقالة، أدعوكن لمعرفة المزيد عن مبادرة "خطوط حمراء"، التي تركز على دعم النساء وتمكينهن في مواجهة التحديات المجتمعية. هذه المبادرة تقدم موارد وأدوات للتعامل مع مثل هذه التجارب. يمكنكن زيارة الموقع التالي للتعرف أكثر:
https://www.redlines.org.il/ar/#:~:text=%22%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%20%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1%22%20%D9%87%D9%8A%20%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9%D9%8C%20%D8%AA%D8%B

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]