في مقال نشره الكاتب والصحافي الإسرائيلي يئير أسولين في صحيفة "هآرتس"، أشار إلى أن مرور الوقت، منذ تلك السبت التي وصفها بـ"الملعونة"، يعمق الإحساس بالخسارة في الحرب التي تخوضها إسرائيل. يقول أسولين: "لا يمكن لأي انتصار عسكري، مهما كان مطلقًا، أن يمحو هذه الخسارة. حتى إذا احتلينا الشرق الأوسط بأكمله، فإننا لن ننتصر في هذه الحرب".

وأضاف أسولين أن إسرائيل تخسر مع كل جندي يُقتل، ومع كل مختطف لم يعد، ومع كل عائلة شُردت، ومع كل طفل تضررت نفسيته. وأكد أن الخسارة لا تتعلق فقط بالمعارك أو الأعداء، بل تتجاوز ذلك إلى خسارة "روح الأمة ووعيها".

أعباء الحرب وخسائرها العميقة

يرى أسولين أن تدمير المنازل والأحياء، وقتل الأعداد الكبيرة من الناس، رغم أنه قد يكون "ضروريًا" في سياق الحرب، إلا أنه يعمق الخسارة. وأوضح أن إسرائيل تعتقد خطأً أن هذه الممارسات تمثل انتصارًا، لكنه يعتبر أن الخسارة هنا ذات طابع داخلي، مرتبطة بفقدان القيم والثقة بالنفس والهوية.

وأشار إلى أن استعادة السيادة ليست ممكنة بالقوة وحدها، بل هي عملية تحتاج إلى بناء تدريجي يبدأ من الداخل، وهو أمر لم تحققه إسرائيل بعد.

غياب القيادة المحاسبة

انتقد أسولين القيادة السياسية والاجتماعية في إسرائيل، قائلًا إنها تفتقر إلى القدرة على إجراء مراجعة ذاتية عميقة لما أوصل البلاد إلى هذا الوضع. وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي منقسم بين من يعترفون بالخسارة ومن ينكرونها، وأن الاعتراف بالخسارة هو الخطوة الأولى نحو مستقبل أفضل.

رسالة أمل مشروطة بالاعتراف بالخسارة

أسولين اختتم مقاله بالإشارة إلى أهمية القيم اليهودية في الاعتراف بالخسارة والتعلم منها. ودعا إلى إدارة حوار صادق وجريء حول الخسارة كوسيلة لإعادة بناء المجتمع وخلق مستقبل جديد. وقال إن "النصر الحقيقي الوحيد يكمن في القدرة على الولادة من جديد، وهي عملية تعتمد بشكل كامل على الشجاعة لمواجهة الحقائق المؤلمة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]