حول تطورات الصفقة ومستجدات مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة، تحدث موقع بكرا مع الكاتب والمحلل السياسي د.جمال زحالقة.

وقالد.زحالقة: "يبدو مما يرشح عن مفاوضات الدوحة بشأن صفقة التبادل، أن إمكانية التوصل إلى اتفاق بحاجة لأسابيع على الأقل. وترامب سيدخل البيت الأبيض قبل ذلك، وهو صرّح مرارا وتكرارا بأنّه يريد إنهاء الموضوع قبل استلامه مقاليد الرئاسة في 20 يناير المقبل، وهدد بأنه «سيكون جهنم في الشرق الأوسط»، إن لم يحدث ذلك. نتنياهو يماطل ويعرقل ويعطّل الاتفاق وهو على ثقة بأن الولايات المتحدة معه مهما فعل، وأنها ستنضم إليه باتهام حماس بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى صفقة. والتنسيق بين نتنياهو وترامب في هذا الموضوع وفي غيره يسير بسلاسة وبلا خلاف. ففي المحادثة الأخيرة بينهما استجاب ترامب لكل ما طلبه نتنياهو، وفي نهاية المحادثة سأله «هل لديك طلبات أخرى؟ فأنا جاهز». ولا مبالغة في القول بأن قرار السياسة الأمريكية بخصوص إسرائيل وما يتعلق بإسرائيل يتم في عهد الرئيس الجديد في تل أبيب وليس في واشنطن".

وتابع: "اليمين الإسرائيلي الحاكم بانتظار ترامب، وهو سيعيد حساباته في كثير من الأمور بموجب التبديل الحاصل في واشنطن، والملفات المفتوحة من جديد كثيرة منها التزويد بالقنابل العملاقة وبمزيد من الذخائر والأسلحة، فتح المجال أمام موافقة أمريكية على ضم المستوطنات، وربما ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، تفاهم أمريكي إسرائيلي حول الملف الإيراني، بما يشمل تهديدا بعدوان عسكري واسع، لكن الموضوع الساخن الذي يفاوض حوله مبعوث نتنياهو الشخصي، الوزير رون ديرمر، هو الحصول على دعم أمريكي لاحتلال طويل الأمد لقطاع غزة، ويبدو أن هناك تفاهمات حول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية الجديدة، التي أكّد، وفق مصادر إسرائيلية، على أنّها لن تتدخل بشأن إدخال مواد الإغاثة الإنسانية لغزة، ما يعني أن إسرائيل «حرّة» في المضي في سياسة التجويع وحتى تشديدها".

وأكمل حديثه قائلًا: "صحيح أن ترامب قال إنه يريد صفقة ووقف للحرب، لكنّه ربط ذلك بتحقيق النصر العسكري الإسرائيلي، ما يعني عمليا مواصلة الحرب. ويبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد لن يضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ولكن من الممكن أن يطرح عليها «صفقة» تبادل: وقف الحرب مقابل الضم، أو مقابل التطبيع مع السعودية، التي يعتبرها ترامب حجر الزاوية في سياساته الشرق أوسطية".

نتنياهو معني بجرجرة المفاوضات إلى ما بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض

وأوضح كذلك: "يبدو من تصريحات نتنياهو أنه ليس مستعجلا، وأنه معني بجرجرة المفاوضات إلى ما بعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض، طمعا في مكاسب إضافية منه في إطار أي صفقة. وليس من المستبعد أن يكون هذا هو الاتفاق بينهما. ويستغل نتنياهو جرجرة المفاوضات لارتكاب المزيد من مجازر الإبادة الجماعية في غزة، التي تشهد تصعيدا إسرائيليا يوما بعد يوم من قصف للمستشفيات والمدارس والبيوت وتجمعات النازحين".

ولفت كذلك: "ليس هناك من دليل أن مجيء ترامب سيؤدي إلى وقف الحرب، بل إن ترحيب اليمين الإسرائيلي بقدومه هو دليل على أنه يخدم سياسات هذا اليمين، الذي يريد مواصلة الحرب على غزة لمدة طويلة وترسيخ احتلالها وتهجير أهلها حيت تلوح الفرصة. وفي مواجهة المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بأسره، فإنّه من المفروض أن تتعالى القيادات الفلسطينية عن الخلافات الهامشية وتتحد لمواجهة التحدي المصيري العسير. لكننا نرى بدل الوحدة اقتحاما فلسطينيا لمخيم جنين ومواجهة عسكرية وقتل لفلسطينيين برصاص فلسطيني. وأكاد أسمع الشعب الفلسطيني يصرخ بأعلى صوته: كفى! ومن لا يسمع صوت الشعب، فإن الشعب لن يقبل به".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]