وجّه المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين، معايدته "لجميع المحتفلين بعيد الميلاد المجيد في كافة أنحاء العالم، سواء الذين يحتفلون وفقًا للتقويم الغربي أو الشرقي".
وأكد المطران حنا، في حديث له ، أن "رسالة العيد واحدة، تتمثل في نشر قيم المحبة والتسامح والسلام، وهي القيم التي كان السيد المسيح عليه السلام قد جاء ليبشر بها".
وأضاف أن "العيد يعد مناسبة لتذكير الناس بقيمة التواضع والمساواة بين البشر"، مشددًا على أن "عظمة الإنسان لا تكمن في المال أو الجاه، بل في إنسانيته واحتفاظه بالقيم الأخلاقية التي دعا إليها المسيح".

وأكد المطران عطا الله حنا أنّ "المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة كما يروج البعض، بل هي جزء أصيل ومهم من تاريخ وثقافة هذه الأرض"، مشيرًا إلى أن "المسيحيين في المشرق لا يمثلون أقليات أو قبائل معزولة، بل هم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والديني في المنطقة".
وأضاف أن "من يسعى لتهميش الحضور المسيحي في هذه المنطقة فإنه يحاول تشويه تاريخها وأصالتها".
المسيحيون في الشرق ليسوا ضيوفًا أو غرباء، بل هم أصحاب تاريخ طويل وجذور ضاربة في هذه الأراضي.

وفي ما يتعلق بالمسيحيين في فلسطين، وجّه المطران حنا رسالة طمأنة لهم، قائلاً: "لا تخافوا ولا تقلقوا، نحن هنا وسنبقى هنا".
وأكد أن "المسيحيين في فلسطين سيستمرون في العيش في أرضهم رغم الظروف الصعبة، التي يواجهونها نتيجة الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت إلى أن "الهجرة المسيحية من فلسطين مستمرة نتيجة للوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب"، إلا أنه دعا المسيحيين الذين لا يزالون في فلسطين إلى "الصمود والبقاء في أراضيهم".
الصمود في هذه الأرض أمر حيوي بالنسبة للمسيحيين الفلسطينيين، الذين يرفضون مغادرة ديارهم رغم جميع التحديات التي تواجههم.

وأشار  إلى أن "الوضع الاقتصادي في مدينة بيت لحم، يعد من أصعب الأوضاع التي شهدتها المدينة، إذ أظهرت الإحصاءات أن نسبة البطالة في المدينة بلغت نحو 90 في المئة".
وبيّن أن "مدينة بيت لحم تعتمد بشكل كبير على السياحة، التي تأثرت بشدة جراء القيود المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي للسكان".
كما أشار إلى أن "العديد من أبناء بيت لحم، الذين يعملون في القدس أو في مناطق 48، قد أصبحوا لا يستطيعون مغادرة المدينة بسبب السياسات الإسرائيلية، التي تحظر تنقلهم ضمن سياق العقاب الجماعي الذي تفرضه اسرائيل".

وفي سياق أوسع حول الوضع في الشرق الأوسط، تمنى المطران عطا الله حنا، أن "تسير سوريا نحو الاستقرار والازدهار في المستقبل"، مشيرًا إلى أن "سوريا بحاجة إلى فترة من السلام والتعافي".
وأكد على "ضرورة أن تكون سوريا الجديدة دولة مدنية وديمقراطية تحترم حقوق جميع مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو الدينية".
واعتبر أنّ "السلام في المنطقة يبدأ من احترام حقوق الإنسان وتوفير بيئة آمنة لجميع الأفراد في دول الشرق الأوسط".
وشدّد على "أهمية الوحدة والصمود في مواجهة جميع التحديات التي يمر بها الشعب الفلسطيني"، داعيًا الجميع إلى "تكثيف الصلوات في عيد الميلاد المجيد من أجل أن ينعم الشعب الفلسطيني بالعدالة والحرية".
كما ذكّر بأهمية العمل على "مزيد من التكاتف بين أبناء الشعب الفلسطيني من جميع الأطياف"، معبّرًا عن "أمله في أن تتحقق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني في المستقبل القريب".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]