يُصادف يوم الأربعاء القادم عيد الميلاد المجيد، أحد أبرز الأعياد المسيحية الذي يجسد رسالة السلام والمحبة والفرح. يحتفل المسيحيون حول العالم بهذه المناسبة التي ترتبط بميلاد السيد المسيح، وتترافق مع تقاليد وطقوس دينية واجتماعية مميزة. في إسرائيل، يحتفل المسيحيون بهذا العيد وسط أجواء مفعمة بالروحانية والتآخي، حيث تُزين المدن بالأضواء وأشجار الميلاد، وتنظم الأسواق والاحتفالات التي تجمع العائلات والمجتمع للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة.

وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل، يعيش حوالي 180 ألف مسيحي في البلاد، ما يشكل نحو 1.8% من إجمالي السكان. الغالبية العظمى من المسيحيين هم من العرب (78.7%)، ويتركزون بشكل رئيسي في مناطق الشمال وحيفا، حيث المدن ذات أكبر عدد من المسيحيين العرب هي الناصرة (19.8 ألفًا)، حيفا (18.7 ألفًا)، القدس (13.1 ألفًا)، ونوف الجليل (10.5 ألفًا).

التعليم والعمل

تتميز الطائفة المسيحية بمستوى تعليمي مرتفع؛ إذ بلغت نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة في العام الدراسي 2023/2024 نحو 86.9%، وهي نسبة تفوق المعدلات بين اليهود والمسلمين. أما في التعليم العالي، فحوالي 61.3% من الطلاب المسيحيين في الجامعات هم نساء، وهو ما يعكس دور المرأة الكبير في هذا المجتمع.

على صعيد العمل، أظهرت البيانات مشاركة مرتفعة للمسيحيين في سوق العمل، حيث بلغت نسبة المشاركة 70.2% في الفئة العمرية 15 سنة فما فوق، وهي نسبة تفوق مثيلاتها بين اليهود والمسلمين.

السكان والنمو الطبيعي

شهدت نسبة النمو السكاني بين المسيحيين العرب انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 0.2% فقط خلال عام 2023، مقارنة بـ1.5% بين اليهود و2% بين المسلمين. ويرجع ذلك إلى معدلات الخصوبة المنخفضة نسبيًا لدى المسيحيين، حيث بلغ معدل الولادات 1.64 طفل لكل امرأة في 2023.

رغم المعطيات الإيجابية، يعاني المجتمع المسيحي من تحديات مرتبطة بالهجرة الخارجية، حيث سجلت أعداد المهاجرين المسيحيين العرب انخفاضًا في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، أظهرت المعطيات نسبة منخفضة من الاعتماد على خدمات الرعاية الاجتماعية مقارنة بالمجتمع العام، ما يعكس تماسكًا واستقرارًا نسبيًا لهذا المجتمع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]