في المؤتمر السنوي الثاني لمركز "شمسنا" للطاقة المتجددة والأمن في المجتمع العربي-البدوي في الجنوب، الذي أُقيم في مدينة رهط لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تم تسليط الضوء على تطورات هامة في مجال العدالة المناخية والتعاون مع المجتمع النقباوي.
شارك في المؤتمر، الذي أصبح الحدث السنوي الأبرز لمركز "شمسُنا"، عدد من مندوبي الوزارات الحكومية، السلطات المحلية، منظمات البيئة، الأكاديميين، ومندوبي القرى غير المعترف بها، حيث ناقشوا مستقبل الطاقة المتجددة ودورها في الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع العربي-البدوي في النقب.
ولفت رائد أبو القيعان، رئيس مشارك لمركز "شمسنا" إلى أنّ الطاقة البديلة "تحولت اليوم من مصدر كهرباء إلى مصدر للحفاظ على البيئة، ودعم ومساندة اقتصادية. نحن لا نتحدث اليوم عن مشاريع الطاقة الشمسية فوق المباني أو الأراضي المفتوحة، بل وأيضًا نتحدث عن تبديل مولدات الكهرباء الملوثة للبيئة والمزعجة في المؤسسات التعليمية والتربوية بهذه الطاقة النظيفة".
أما النائب السابق دوف حنين، المحاضر بجامعة تل أبيب ورئيس منتدى الإقليم في إسرائيل، فأشار إلى أنّ "الواقع من حولنا مظلم جدًا، ولكن في مثل هذه الفترة، من المهم جدًا إشعال النور، وهذا ما يحدث في هذا المؤتمر. هذا المؤتمر يأخذ المجموعة الأكثر ضعفًا وتهميشًا في المجتمع الإسرائيلي، وهو المجتمع البدوي، وداخل المجتمع البدوي، القرى غير المعترف بها، وهي واقع لا يمكن تصوره في القرن الـ21، وفي تلك الأماكن بالذات يتم إيجاد حلول ليست ذات صلة فقط للقرى البدوية غير المعترف بها، التي آمل أن يتم الاعتراف بها بسرعة، وليست فقط للمجتمع البدوي، بل حلول يمكن أن تساهم للجميع في البلاد".
وأكد المتحدثون على أن الطاقة الشمسية تشكل بديلاً أساسيًا للكهرباء في القرى غير المعترف بها، في ظل إهمال السلطات ربط هذه القرى بشبكة الكهرباء. هذا الحل لا يوفر الكهرباء فحسب، بل يسهم أيضًا في تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية المحلية، مع الحفاظ على العدالة البيئية والاجتماعية.
من جانبه، أكد غيل يسعور، مدير عام مركز "شمسنا"، أن "مؤتمرنا هو المؤتمر الثاني، ويُعبر عن التقدم وكل ما تمكنا من تحقيقه في العام الماضي، بهدف جلب الطاقة المتجددة، النظيفة، الرخيصة والمتاحة لجميع القرى البدوية، سواء المعترف بها أو غير المعترف بها، وتمكين البدو الذين يمتلكون الأراضي لبناء مشاريع طاقة شمسية عليها. النقب هو مستقبل إسرائيل في مجال الطاقة المتجددة، والطاقة الشمسية، ويجب أن يتصدر الثورة".
وقالت أمل أبو التوم، مديرة جمعية "نساء بدويات من أجل أنفسهن": "هذا المؤتمر على أثر طيب الذكر المرحوم سعيد الخرومي الذي كان يهتم بأن نهتم بمشروع الطاقة البديلة في مناطقنا".
تم تأسيس مركز "شمسُنا" تخليداً لذكرى عضو الكنيست سعيد الخرومي، الذي كان تطوير النقب وتحسين جودة حياة المجتمع البدوي مهمة حياته. يعمل المركز على تعزيز مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة، بالتعاون الكامل مع المجتمعات العربية-البدوية، بهدف تحقيق تغيير جوهري وتعزيز العدالة المناخية من خلال توفير الفرص الاقتصادية للمجتمعات المقيمة في النقب.
ويُعد المؤتمر السنوي نقطة تحول هامة في الجهود المبذولة لدمج المجتمع البدوي في العمليات المناخية والاقتصادية المتقدمة، مع الحفاظ على حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]