حول التطورات في سوريا، ومستقبل سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، قال الصحافي والمحلل السياسي غدعون ليفي:
"في الوقت الذي تتلمس فيه سوريا الطريق، دخلت إسرائيل بطريقتها العدوانية والعنيفة، تقصف وتحتل، بطلة على الضعفاء النازفين. ربما ستكسب من ذلك، لكن سوريا ستستيقظ ولن تنسى من هاجمها في وقت محنتها بدون أي سبب أو شرعية. نقطة ضعفها وجود فرصة للمهاجمة، لكن ربما تكون فرصة لمد اليد أيضاً، التي قد يتضح أنه لا فائدة منها وربما يتم رفضها تماماً، لكن عندما تكون الأحداث متسارعة ودراماتيكية جداً، فلا أحد يعرف ما هو الصحيح".
كان على إسرائيل المحاولة على الأقل. فبدلاً من تهديد سوريا، ما كان سينقص لو دعت إلى فتح صفحة جديدة. سيقول الساخرون إن هذا جنون، لكن الجنون الحقيقي عدم المحاولة، بالذات الآن. الشعب السوري لن ينسى من يستغل ضعفه ويدمر بلاده الآن. في مظاهرة تأييد للثورة جرت في مجدل شمس هذا الأسبوع، قال لي أحد السكان: "إذا أبقوا مصير سوريا لسكانها فقط، فثمة فرصة للأمل. ولكن إسرائيل أصبحت تتدخل وتنقب ولم تترك للجيش السوري إلا كلاشينكوف ورصاص.
احتلال إسرائيل لن يكون مؤقتاً أبداً
إسرائيل لم تدمر الجيش السوري فحسب، بل تقتطع مناطق سيادية سورية بحجم وعمق غير واضحين. لنترك جانباً الوقاحة التي لا تصدق، وسحق سيادة دولة أخرى بدون أي سبب، والاستخفاف بالقانون الدولي. لنتخيل أن سوريا اقتطعت "كريات شمونة" من إسرائيل. الضرر الذي سيصيب إسرائيل من اقتطاع هذه المنطقة مؤكد. هذا القضم الجغرافي سيكون ذريعة للحرب القادمة. مثل مزارع شبعا في الجولان، فإن احتلال إسرائيل لن يكون مؤقتاً أبداً. لا يوجد ما هو أكثر خلوداً منها، ونهايتها ستشكل دملاً لا يتعافى.
المناطق التي احتلتها إسرائيل الآن لن تسارع إلى الانسحاب منها. لأن ذلك سيعتبر خضوعاً، واليمين سيعارض، واليسار أيضاً. ستقول إسرائيل لسوريا الجديدة: يجب نسيان فتح صفحة جديدة. سنواصل مقاتلتكم إلى الأبد. بالإجمال، هذا منطقي ويبعث على الأمل.
[email protected]
أضف تعليق