تعلو أصوات "درزيّة" في إسرائيل في غالبيّتها "لا في العير ولا في النفير"؛ تحذّر وتنذر وتتوعّد الحكم الجديد في سورية من المساس بالدروز، وتذهب أبعد من ذلك مطالبة بضم السويداء- جبل العرب وقرى إقليم البلّان – جبل الشيخ إلى حكم إسرائيل متلقّفة أحيانًا أقوال بائسة تصدر من دروز سوريّين، ويأخذ هذه الأصوات الشطط مطالبة بدولة درزيّة صديقة لإسرائيل!

القول الفصل جاء في بيان الهيئة الدينيّة في حظر المحتلة، والمعبّر عن موقف كافّة العرب الدروز في سورية، وممّا جاء فيه: "نؤكّد بأنّ بلدة حظر جزءًا لا يتجزّأ من سورية الموحّدة، وهذا الموقف ثابت ومبدئي لا يتغيّر وهو منسجم مع الموقف العام للشعب السوري... أيّ موقف مخالف لما ورد يعتبر غير شرعي...".

إسرائيل إن قرّرت أن تقيم دولة طائفيّة أو منطقة عازلة تحت احتلالها في حوران والجولان، ليست بحاجة ل"نصائح" من هذه الأصوات، وكلّ الدروز في البلاد، ليس مثل هكذا أصوات فقط، لا يشكّلون "بُرغيّا" صدئا في سياستها، لا داخليّا ولك في "قانون القوميّة" الدليل، وكم بالحري خارجيّا إقليميّا.

الحركة التقدميّة للتواصل- درب المعلّم ترى في هذه الأصوات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقاعات تصدر عن جهلة، وإن كانت تدفعهم الغيرة يسيئون لدروز سورية إساءة كبرى، أو تصدر عن مغرضين مدسوسين من دروز وغيرهم لإيقاع الفتن، والفتنة كما جاء في تراثنا أشدّ فتكًا من القتل ولعن الله من يوقظها. الحركة واثقة من أنّ العقلاء بين العرب الدروز في البلاد سيلجمون هذه الأصوات، وعلى ثقة أنّ أبناء شعبنا وأمتنّا في سورية بالذات لن يأخذوا بها.

بغضّ النظر عن النظام الجديد ومرجعيّاته العقائديّة والسياسيّة، فالمؤشّرات تشير إلى أنّا بصدد دولة إسلامويّة – أردوغانيّة في أحسن الأحوال، وامتحانه هو الشراكة مع القوى المعارضة الأخرى؛ الوطنيّة والتقدّمية، ومع الشعب السوري بكلّ أبنائه على اختلاف انتماءاتهم الثانويّة مذهبيّا وعرقيّا وفكريّا، وإلّا ضاعت دماء السوريّين في خلع النظام السابق هباءً. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]