يرتسم في سوريا مشهد جديد مع انتهاء نظام حكم الرئيس بشار الأسد وإعلان فصائل المعارضة المسلحة السيطرة على البلاد، الأحد، بعد هجوم بدأ على نحو سريع استمر على مدى 11 يوماً، أنهى حكماً دام 24 عاماً، وحقبة استمرت لنحو 6 عقود.
وتوالت ردود الفعل الدولية في تعقيب على المشهد السياسي الجديد، إذ تراوحت التعليقات بين ترحيب بسقوط النظام وتحميله مسؤولية ما حدث، والدعوة إلى توحيد الصف السوري وحماية السيادة وسلامة الأراضي السورية، وصولاً إلى الإعراب عن مخاوف مما قد ينتظر مستقبل البلاد.
من هم المعارضة
وفي حديث لموقع بكرا مع الجنرال نوعام تيفون، وهو القائد السابق للواء الشمال في الجيش الإسرائيلي حول الموضوع قال: "هذا زلزال هائل. انهيار نظام حكم عائلة الأسد والعلويين، الذين حكموا لسنوات عديدة، بهذه السرعة أمر مذهل. من الصعب التنبؤ بما سيحدث لأن الوضع مع المعارضة ليس واضحاً تماماً. من يسيطر هناك؟ هل هم مدنيون سوريون؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون ذلك جيداً لنا لأنهم قد يسعون إلى إقامة علاقات مع جيرانهم. أم أنهم جهاديون من أفغانستان وباكستان؟ إذا كان الأمر كذلك، فهم أسوأ جيران يمكن أن نختارهم.
ايجابيات وسلبيات سقوط النظام السوري
الصورة ليست واضحة تماماً هنا. ولكن ما هو واضح للغاية هو أن إسرائيل ستحتاج إلى الاستعداد لشيء مختلف تماماً. أرى سيناريوهين رئيسيين:
1. إيجابيات: سنشهد ضعفاً في المحور الإيراني-السوري-حزب الله. لن تكون سوريا بعد الآن ممراً لإيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله، وهذا جيد لنا. يضعف إيران ويضعف حزب الله. بل ويمكن أن يدفع حزب الله لأن يتحول إلى حزب سياسي أكثر وأقل قوة عسكرية. إذا حدث ذلك، فهذا جيد جداً، ويجب أن ندعمه.
2. سلبيات: إذا ظهرت سلطة إسلامية متشددة ومتطرفة، فسيكون الوضع خطيراً للغاية على طول الحدود. وقد يتطلب ذلك إعادة تقييم كبيرة من إسرائيل.
هدوء الحدود
من المهم أن نذكر أننا مررنا بفترة كان فيها لنا تنسيق مع قوات محلية على الحدود، حيث أنشأنا مستشفى ميدانياً وقدمنا لهم المساعدة، وهم بدورهم حافظوا على هدوء الحدود. لذا، لدى إسرائيل خبرة في التعامل مع هذه الأمور. أعتقد أننا يجب أن ننقل رسالة واضحة للمعارضة: لا تعبثوا معنا، حافظوا على هدوء الحدود، وأعتقد أن هذا هو الاتجاه الذي يجب أن نتحدث معهم بشأنه.
تغييرات الشرق الاوسط
على المدى البعيد، الشرق الأوسط يشهد تغيرات كبيرة. قد تكون هناك فرصة لتحقيق اتفاقيات سلام جديدة بعد انتهاء الحرب. ربما يكون هناك محور جديد يتكون من إسرائيل، الأردن، مصر، ودول الخليج، والذي يمكن أن يعمل ضد إيران ويخدم مصالح الولايات المتحدة. قد يفتح هذا الباب أمام تعاون اقتصادي وتنموي.
لكن في الوقت نفسه، يجب أن نتذكر أن حماس والفلسطينيين ما زالوا موجودين ولن يذهبوا إلى أي مكان. لذا، يجب أن نعمل على إيجاد حلول عملية:
• في لبنان، يجب أن نعمل على وجود دولة دون حزب الله في الجنوب.
• أن يتحول حزب الله إلى حزب سياسي فقط.
• أن تفقد حماس سيطرتها على غزة، وأن تستعيد السلطة الفلسطينية أو جهة تابعة لها السيطرة هناك.
• أن نقيم محوراً جديداً مع السعودية، مما قد يؤدي إلى تحسين وضع القضية الفلسطينية.
لكن يجب أن نكون حذرين؛ الأمور قد تسير في اتجاهات خطيرة للغاية إذا انتهى بنا المطاف بجهاديين على الحدود. الوضع خطير جداً، وعلينا أن نكون مستعدين.”
[email protected]
أضف تعليق