بعد أشهر من التنقل في البلاد، استغل العديد من سكان الشمال وقف إطلاق النار لزيارة منازلهم وأحيانًا العودة إليها، ليكتشفوا حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.

في سلسلة من التوثيقات التي نُشرت مؤخرًا على شبكات التواصل الاجتماعي، تراوحت بين الطرافة أحيانًا وبين تجسيد عمق المأساة في أحيان أخرى، ظهرت مشاهد لأراضي البساتين وقد امتلأت ببقايا صواريخ واعتراضات، والنباتات التي نمت بشكل عشوائي، والحيوانات البرية التي استولت على المنازل، وأكوام القمامة، والطعام الفاسد، والغسيل البالي، والقوارض المنتشرة في كل مكان، والعفن والرطوبة في كل زاوية مما كان يُعتبر منزلًا حتى وقت قريب.

وصف للضرر

تقول عدي در (32 عامًا)، التي تقيم مع زوجها دورون منذ ست سنوات في المجلس الإقليمي القريب من بلدة كفركلا اللبنانية: "خلال الحرب، أبلغنا رئيس المجلس بأن الشقة التي نستأجرها في المطلة قد تعرضت لضربة مباشرة، واضطروا إلى إغلاقها بألواح خشبية لمنع الحيوانات من الدخول وتدميرها" وتكمل في وصفها عند العودة: "لم يستطع زوجي فتح الباب الأمامي، فاضطر إلى الدخول عبر الحديقة، بعد إصدار أصوات لإخافة الحيوانات التي ربما دخلت المنزل. عندما دخل، أصيب بصدمة كبيرة. كل المشاعر التي حاولنا قمعها لأكثر من عام طفت على السطح".

تصف عدي الوضع قائلة: "التلفاز طار من مكانه. النوافذ، الزجاج، المرآة، وحتى المصاريع تحطمت. طاولة الصالون والأريكة غُطيتا بالزجاج. الغسيل الذي تركته في الخارج غُطي بفضلات الحيوانات. كل المنزل مليء بالرطوبة والعفن، والطعام في الثلاجة أصبح مليئًا بالديدان. دورون أخبرني بأنه لم يرَ حالة إهمال مثل هذه من قبل، ووصف لي الرائحة الكريهة التي تملأ المكان. أنا خائفة من الذهاب بنفسي بسبب رد فعلي المتوقع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]