يشهد ملف التهدئة في قطاع غزة حراكا كبيرا من قبل الوسطاء، في مسعى للتوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار متعدد المراحل، وعقد صفقة تبادل أسرى في المنظور القريب.

ولم يكشف بشكل دقيق عما آلت إليه الأمور مؤخرا، وعن آخر نتائج اللقاءات والاتصالات التي أجراها الوسطاء مؤخرا مع قيادة حركة حماس وممثلين عن دولة الاحتلال.

وكانت حركة حماس أعلنت ليل الأحد، عن مغادرة وفد قيادي برئاسة الدكتور خليل الحية العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن عقد لقاء مع وزير المخابرات العامة، بحثا خلاله جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولجنة الإسناد المجتمعي في القطاع.

وذكرت في بيان مقتضب أن الوفد أكد “حرصه على إنجاح هذه الجهود، وإنهاء العدوان على شعبنا”.

ولم تقدم الحركة المزيد من التفاصيل عن اللقاء، ولا عن آخر الجهود المبذولة حول صفقة التبادل.

وجاء ذلك بعد أن نفت حماس صحة “تصريح مزور”، نقل تصريحات عن عضو مكتبها السياسي عزت الرشق، تحدث عن وجود “مفاوضات سرية” لوقف إطلاق النار، وأنهم على أعتاب الإعلان عن قرب وقف إطلاق النار.

هذا وذكرت مصادر مطلعة لـصحيفة”القدس العربي”اللندنية أن هناك “حلحلة” حصلت في الملف مؤخرا، باتجاه تقليل نقاط الخلاف المتبقية من خلال تحركات الوسطاء، بهدف عقد الصفقة متعددة المراحل.

وحسب المصادر، فإن الوسطاء شددوا في التحركات الأخيرة على ضرورة المحافظة على “السرية”، وعدم الحديث في وسائل الإعلام عن تطورات الملف، حتى تنضج الأفكار بشكل يساهم في عقد الصفقة.

وحاليا، التحركات منصبة تجاه التوصل إلى قرار بوقف إطلاق النار قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، في حال سارت الأمور بالشكل المخطط له، وفي حال لم تقم حكومة الاحتلال كما المرات السابقة بوضع عراقيل أمام إنجاز الصفقة.

ويدور حديث في الخفايا عن بحث شكل الصفقة المطروحة وعدد أيام مراحل وقف إطلاق النار الأولى، وكيفية الانتقال إلى المرحلة الثانية، ومن ثم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.

وفي هذا السياق أيضا، يجري بحث طرق عقد صفقة التبادل المطروحة، وأعداد الأسرى المنوي الإفراج عنهم من الطرفين ونوعيتهم.


وحسب المتوفر من المعلومات، تطلب إسرائيل إطلاق سراح النساء والرجال فوق سن الـ50 عاما، في وقت تميز حركة حماس بين الأسرى، وتضع الجنود والضباط في خانة أخرى للتفاوض غير تلك الخاصة بالنساء والإسرائيليين الذين أُسروا من مناطق “غلاف غزة”، كما تطرح الحركة أيضا طبيعة الأسرى الفلسطينيين الذين تطلب الإفراج عنهم في مراحل الصفقة المتعددة.

ويجري حاليا في الصفقة المطروحة على الطاولة، شكل تواجد الاحتلال في غزة، وانسحابات جيش الاحتلال من محاور التوغل البري، وكيفية عودة النازحين، إلى جانب أيضا العمليات الإسعافية العاجلة لسكان غزة، بإدخال المساعدات والعاجلة والطارئة بكميات كبيرة جدا، خاصة بعد ارتفاع مستويات المجاعة وتدني الخدمات الطبية المقدمة للجرحى، بسبب الحصار الإسرائيلي، ومن ضمنه فتح ممرات لإخراج المرضى والمصابين للعلاج في خارج القطاع.

والجدير ذكره أن تقارير عبرية، تحدثت مؤخرا عن مفاوضات صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وذكرت قناة ” i24news”، إنه كجزء من الاقتراح، سيبدأ وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 45-60 يوما، على أن تتم الصفقة على عدة مراحل.

وأوضحت أن تنفيذ المرحلة الأولى لمدة شهر ونصف إلى شهرين تقريبا.

وبحسب الاقتراح الجديد المقدم على الطاولة، سيتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأحياء بشكل تدريجي مقابل إطلاق سراح أسرى من سجون الاحتلال

ومن المقرر حسب المقترح المقدم أن تتم عملية التبادل بـ”مفتاح جديد” يتم تحديده بين الطرفين.

كما نشرت “القناة 12” العبرية ذات البنود، وذكرت أنها تنشر تفاصيل بنود الاتفاق، في حدود “الرقابة العسكرية”، وأشارت إلى أن المقترح المصري الجديد للصفقة، يشمل في حال أنجزت وبدأ العمل به، إعادة فتح معبر رفح، على أن تكون إدارته تابعة للسلطة الفلسطينية، مع زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية إلى ما يقارب 350 شاحنة يوميا.

جدير ذكره أن قيادة حركة حماس، عقدت خلال الأيام الماضية سلسلة لقاءات مع العديد من المسئولين، تناولت ملف التهدئة وغزة.

واستقبلت قيادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وكذلك مدير المخابرات التركية إبراهيم قالن، والممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وأعلنت الحركة أنه جرى خلال اللقاءات بحث تطورات العدوان الإسرائيلي، والجهود المبذولة لإسناد الشعب الفلسطيني، إلى جانب آخر تطورات الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار يمهد لتبادل الأسرى.

وذكرت الحركة أن رئيس وفدها محمد درويش عرض خلال اللقاءات، نتائج وتداعيات اللقاءات الوطنية التي جرت في القاهرة بين وفدي حركتي فتح وحماس، بدعوة ورعاية مصرية كريمة، وأبلغهم موافقة الحركة على المقترح المصري لتشكيل لجنة إسناد إدارية لقطاع غزة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]