أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، عن "تفاؤله" بالوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت دعا فيه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى احتلال القطاع بأكمله.
وفي مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية في القدس الغربية، قال ساعر: "توجد مفاوضات غير مباشرة (مع حركة حماس)، ويمكن أن نكون أكثر تفاؤلا من ذي قبل، ولكننا لم نصل إلى هناك بعد، وأنا آمل أن نحققه".
ورغم رفض تل أبيب لمقترحات سابقة واستمرارها في الإبادة الجماعية بالقطاع، زعم ساعر أن إسرائيل "جدية في التوصل الى اتفاق رهائن (تبادل أسرى) سيكون مرتبطا بوقف لإطلاق النار في غزة، ولن يكون هناك وقف إطلاق نار في غزة بدون اتفاق رهائن".
وتابع ساعر: "نعمل على اتفاق، ونأمل أن نتمكن من ذلك".
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإبرام اتفاق، بل ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه بإصراره على استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
"التفاؤل" الذي تحدث عنه ساعر، يتناقض جملة وتفصيلا مع تصريحات سموتريتش، خلال اجتماع حزب "الصهيونية الدينية" برئاسته، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، والذي دعا من خلاله إلى احتلال كامل القطاع.
وقال سموتريتش: "ما زلنا في منتصف المعركة، لكن الآن حان وقت استكمال المهمة والاستفادة من تفكك محور الشر لضرب إيران التي هي رأس الأفعى بكل قوة وشدة، حتى قبل أن يتاح لها الوقت للتعافي من سلسلة الضربات التي وجهناها لها ولأذرعها"، وفق تعبيره.
وبشأن القطاع، أضاف: "على الساحة الجنوبية أيضا، لابد من استكمال مهمة احتلال غزة والقضاء على حماس حتى نعيد جميع المختطفين (المحتجزين)، ونضمن أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل".
ومصرا على الدفع لاستمرار الإبادة، تابع: "حان الوقت لاحتلال المنطقة وانتزاع السيطرة المدنية على غزة من حماس، وبالتالي قطعها عن مصدر الأكسجين الذي لا يزال يبقيها على قيد الحياة".
واتهم سموتريتش هيئة الأركان العامة الإسرائيلية "برفض تنفيذ توجيهات المستوى السياسي، المتمثلة في انتزاع السيطرة المدنية من حماس، ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الحركة".
ومساء الأحد، غادر وفد حركة حماس بقيادة خليل الحية، القاهرة، بعد لقاء مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، بحثا خلاله جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما أعربت الحركة عن "الحرص على إنجاح هذه الجهود، وإنهاء العدوان على شعبنا".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، جراء إصرار نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)".
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر إسرائيل وجود 100 أسير محتجزين بقطاع غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.
رفض الدولة الفلسطينية
في السياق، زعم سموتريتش أن إقامة دولة فلسطينية ستكون "نقطة انطلاق لاحتلال دولة إسرائيل بأكملها وتدميرها".
وقال إنه على إسرائيل "تعزيز الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية)، والاستمرار في تثبيت الحقائق على الأرض التي من شأنها أن تحول دون أي إمكانية لقيام الدولة الفلسطينية، وإزالة هذه الفكرة من جدول الأعمال إلى الأبد".
واعتبر سموتريتش أن مطالبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمثول أمام المحكمة "في مثل هذا الوقت الحرج ليست أقل من جنون، وتشكل ضررا خطيرا للمصالح الوطنية"، مضيفا أن "من يتجاهل هذا التحذير الخطير قد يكون مسؤولاً عن الإخفاقات الأمنية، وسيحاسبه التاريخ عليه".
ومضى بقوله: " آمل أن تتراجع المستشارة القضائية للحكومة (غالي بهاراف ميارا) والمحكمة، في لحظة الحقيقة، عن عزمهما إجبار رئيس الوزراء على الإدلاء بشهادته، وأن يسمحا له بإدارة شؤون الحرب والشؤون الملحة لدولة إسرائيل هذه الأيام".
وفي وقت سابق الاثنين، بعث 12 وزيرا إسرائيليا برسالة إلى ميارا، يطالبونها بتأجيل مثول نتنياهو أمام المحكمة، بدعوى أن ذلك "يشكل إضرارا خطيرا بأمن الدولة"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يمثل نتنياهو غدا الثلاثاء، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للإدلاء بشهادته ضمن محاكمته في قضايا فساد منسوبة له.
محاكمة نتنياهو تتزامن مع مواصلة إسرائيل الإبادة بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي خلفت أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
[email protected]
أضف تعليق