أعلنت الفصائل المسلحة في المعارضة السورية فجر الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد. وأعلنت الفصائل في رسائل نشرتها عبر تطبيق "تلغرام"، ما اعتبرته "نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا.
وأعلنت الفصائل المسلحة دخول دمشق، بعدما حققت تقدما كبيرا وسريعا عبر البلاد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.
سقوط بشار
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي يوآف شتيرن قال: "أولًا، أعتقد أن سقوط بشار الأسد حدث تاريخي بالغ الأهمية على كافة المستويات. فهو يشكل ضربة للداعمين له، وهما روسيا وإيران، خاصة في السياق الإقليمي. إيران، وبالأخص مشروعها الإقليمي، تعرضت لضربة قوية. محور ما كان يُعرف بـ“المقاومة” تلقى صدمة استكمالًا لما قامت به إسرائيل. هذا الوضع يترك إيران مكشوفة، حيث فشل مشروعها الإقليمي.
الآن ظهرت قوى معادية لها ولحزب الله، وهذه القوى ستفرض عزلة على حزب الله، مما يشكل ضربة ليس فقط لهيبة إيران، بل أيضًا لمشروعها في المنطقة. هذا التحول يُعتبر تغييرًا جذريًا، خاصة فيما يتعلق بحزب الله في لبنان.
الصفقة في غزة
بالنسبة للصفقة في غزة يبدو أن هناك تقدمًا معينًا، لكن الفجوة بين الطرفين لا تزال كبيرة جدًا. حماس لم تتنازل عن حلمها بإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب، لكن الحكومة الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو، وخاصة بسبب شركائه، ليست مستعدة لذلك. الشيء الوحيد الذي يمكن التوصل إليه هو نوع من الصفقة المكونة من مراحل.
في المرحلة الأولى تم تنفيذ جزء منها، لكنني أجد صعوبة في رؤية هذا يتقدم إلى الأمام. هذه ليست الصفقة التي كنا نأملها، وهذا مؤسف جدًا. أعتقد أن اللوم يقع جزئيًا على إسرائيل وحكومتها بسبب النهج الصارم الذي تتبناه. دوافع الحكومة هي دوافع أجنبية، بمعنى أن قراراتها تستند إلى اعتبارات سياسية وحزبية ضيقة، وليست مبنية على المصلحة الوطنية لإسرائيل.
حدود الجولان
بالنسبة للاحتلال في سوريا، آمل أن يكون الهدف من هذا التحرك الإسرائيلي، أو دخول القوات الإسرائيلية إلى هذه المناطق، والذي يشكل انتهاكًا لاتفاق فصل القوات، هو فقط لأغراض التفاوض. بمعنى أنه عندما يكون هناك نظام جديد أو حكومة جديدة في سوريا، آمل أن تعلن إسرائيل استعدادها للعودة إلى الخطوط السابقة كجزء من اتفاق يرضي جميع الأطراف. يبدو أن إسرائيل تتخذ هذه الخطوات لتكتسب نقاط قوة يمكن استخدامها كورقة تفاوضية في أي محادثات مستقبلية مع الحكومة السورية المقبلة.
حاليًا، هذا التحرك يمنح إسرائيل عدة مكاسب:
1. السيطرة على مناطق توسّع المسافة بين القوات المسلحة السورية وبين السكان الإسرائيليين، وهو أمر ضروري لتعزيز الأمن.
2. توفير اتصال مباشر مع السكان السوريين في المناطق القريبة من الحدود، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز هذا الاتصال لتحقيق مصالحها في توزيع القوى جنوب سوريا، خاصة في محافظتي القنيطرة ودرعا.
3. كما ذكرت، الهدف الثالث هو خلق أوراق ضغط يمكن استخدامها في أي مفاوضات مستقبلية مع النظام الجديد في سوريا.
ولكن، قد أكون مخطئًا، وربما تكون النوايا مختلفة أو غير واضحة. لا يمكنني التأكد من نوايا الحكومة الحالية، حيث يصعب التنبؤ بما يمكن أن تقدمه أو تقوله. حتى الآن، سمعنا فقط تصريحات من نتنياهو تفيد بأن الوجود الإسرائيلي هناك مؤقت، لكن لا يمكنني الجزم بما قد يحدث مستقبلاً".
[email protected]
أضف تعليق