تحدث موقع بكرا مع المحلل السياسي دان بيري، حول تداعيات سقوط النظام السوري وانعكاساته على منطقة الشرق الاوسط، والحرب على غزة وقال:
"كيف سيؤثر سقوط النظام السوري على الشرق الأوسط؟ إيران، التي تعتبر مهندسة الفوضى الإقليمية، تعرضت لضربة كبيرة، والغارات الجوية الإسرائيلية أضعفت دفاعاتها الجوية. حلفاؤها مثل حزب الله وحماس يعانون من الانقسام، ومصداقيتها كقوة إقليمية أصبحت في الحضيض.
سقوط الأسد يضعف أيضًا النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، حيث كانت موسكو داعمًا رئيسيًا لنظامه.
بالنسبة لإسرائيل، هذا الأمر سيف ذو حدين. تفكيك “محور المقاومة” يمثل انتصارًا استراتيجيًا، لكن المخاطر كبيرة. القوات المتمردة التي تسيطر الآن على سوريا، تهيمن عليها مجموعات ذات روابط بأيديولوجيات متطرفة، بما في ذلك “هيئة تحرير الشام”، وهي مجموعة ذات جذور مرتبطة بتنظيم القاعدة. هذا يثير احتمال تحول سوريا إلى دولة فاشلة أو ما هو أسوأ.
علاوة على ذلك، قد يدعو سقوط الأسد قوى جديدة للتدخل في الفراغ السوري. تركيا وروسيا وآخرون قد يفرضون نفوذهم، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة. بالنسبة لإسرائيل، المخاطر عالية؛ فقد تمتد الفوضى إلى لبنان والعراق المجاورين، ولن تستطيع القوة العسكرية الإسرائيلية وحدها أن تعزلها عن التداعيات الناتجة عن انهيار سوريا.
كيف سيؤثر ذلك على مفاوضات الأسرى؟
أعتقد أن ضعف إيران يجعل من الأرجح أن توافق حماس على اتفاقية يمكن لإسرائيل أن تتقبلها.
سيكون هناك أصوات داخل إسرائيل تحتفل بضعف محور إيران باعتباره إنجازًا تاريخيًا، لكن مثل هذا الاحتفال سيكون قصير النظر. لو كانت الحكومة الإسرائيلية حكيمة – وهي ليست كذلك تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – لكانت اغتنمت هذه اللحظة لإجراء تحول جذري.
غزة
التحدي الأكبر إلحاحًا هو غزة. لا يمكن أن يستمر الحرب إلى أجل غير مسمى دون أن تتسبب في مزيد من تآكل مكانة إسرائيل الدولية وخطر زعزعة استقرار أكبر. يتطلب الحل المستدام عودة الأسرى بسرعة واستعادة الحكم في غزة، ويفضل أن يكون ذلك للسلطة الفلسطينية بدعم من الدول العربية.
ما بعد غزة، لدى إسرائيل فرصة فريدة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي. سقوط الأسد يضعف قبضة إيران على الشرق الأوسط، لكن الاستقرار الدائم سيعتمد على بناء إسرائيل لتحالفات مع الدول العربية السنية. يمكن لتحالف كبير يشمل السعودية ومصر والإمارات أن يكون درعًا ضد الطموحات الإيرانية، ويعزز التعاون الاقتصادي والأمني، ويشكل بيانًا قويًا ضد أجندة إيران القائمة على الفوضى.
تشكيل مثل هذا التحالف يمكن أن يكون فرصة للاستفادة من وجود فصائل متمردة غير إسلامية وسط نجاح التمرد في سوريا؛ بعضهم يسعى لتأسيس سوريا معتدلة وديمقراطية على أنقاض الديكتاتورية البعثية، والقليل منهم حتى ألمح إلى السلام مع إسرائيل.
يمكن لإسرائيل إما أن تغتنم هذه اللحظة بطريقة تضمن انتصارًا حقيقيًا – أو تستمر في إطالة أمد حرب غزة، مما يعرض الفرصة للخطر، لأن ذلك يخدم المصالح السياسية لنتنياهو، مما يسمح له بتأجيل المحاسبة على كارثة 7 أكتوبر. سيكون ذلك تضاعفًا للمأساة، ويعرض البلاد لخطر الانجرار إلى الفوضى التي تتبع سقوط أي دكتاتور.
هل الغزو الإسرائيلي للجولان السوري مؤقت؟
أعتقد أنه كذلك، ولن يكون هناك توغل إضافي – إلا إذا هدد النظام الجديد في دمشق إسرائيل فعليًا. الحكومة الإسرائيلية ليست ذكية جدًا، لكنها ربما ذكية بما يكفي لعدم فتح جبهة أخرى".
[email protected]
أضف تعليق