أعلنت الفصائل المسلحة في المعارضة السورية فجر الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر البلاد. وأعلنت الفصائل في رسائل نشرتها عبر تطبيق "تلغرام"، ما اعتبرته "نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا.
وأعلنت الفصائل المسلحة دخول دمشق، بعدما حققت تقدما كبيرا وسريعا عبر البلاد. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الفصائل إلى دمشق منذ عام 2018، عندما استعادت القوات السورية مناطق في ضواحي العاصمة بعد حصار استمر سنوات.
وأفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إخلاء مطار دمشق وإيقاف جميع الرحلات الجوية.
الشعب السوري يكسر قيود الطغيان
وفي هذا السياق تحدث موقع بكرا مع المحامي علي حيدر، والذي قال خلال حديثه:
"الشعب السوري يكسر قيود الطغيان، إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ، ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ (الشاعر أبو القاسم الشابي). مبروك للشعب السوري الحرية والبدايات الجديدة".
وأضاف: "لقد صبر الشعب السوري مدار سنوات طوال على ممارسات الطغيان البشعة، وعانى من الفساد والإضطهاد والقمع والقهر والتهجير والإعتقال والإذلال، وكان مرهون لمصالح عائلة واحدة وحزب واحد".
وتابع: "لقد إنطلقت الثورة السورية سلمية ودون استخدامها للقوة والعنف، ولكنها جوبهت بقوة مفرطة وعنف غير مسبوق من قبل نظام حكم ضد شعبه، الشيء الذي أدى إلى حروب داخلية وخسارات وأثمان كبيرة دفعها الشعب السوري، ولكن ذلك لم يكسر إرادته ولم يحطم عزيمته ولم يدمر أحلامه بالحرية، والتحرر والمساواة والعدالة والكرامة".
ولفت كذلك: "والآن نشهد لحظة تاريخية، حيث يحرر الشعب السوري نفسه بنفسه. إن من أهم المهام المنوطة بقادة العهد الجديد إعادة بناء سوريا الوطن وتوحيد أهلها ولحمة شعبها، وعدم الإنغلاق والتمترس بالهويات المذهبية والطائفية والقبلية والحزبية، وعدم الإنتقام بل المصالحة وإشراك جميع القوى الخيرة في بناء دولة ديموقراطية وطنية منتمية، ومستقلة ومتحررة من أطماع وهيمنة الدول الأخرى مهما كانت".
من المهم حفظ العدل وكرامة وحرية وحقوق الناس
وأشار ايضًا: "من المهم حفظ العدل وكرامة وحرية وحقوق الناس وبناء وإصلاح المؤسسات. كما يجب الحذر، وهذا ما لاحظناه في ثورات الربيع العربي من إعطاء متنفس حرية ضئيل ومحدود للشعب، ومن ثم عودة قوى الدولة العميقة للسيطرة واختطاف الثورة أو تنفيذ إنقلاب أو ثورة مضادة. كما يجب الحذر من خطر الإحتراب الداخلي والإنزلاق للفوضى. وخصوصا أن هنالك العديد من المتربصين والكائدين".
وأوضح كذلك: "كم مفرح أن ترى الأسرى السياسيين يتحررون من الأسر بعد سنوات، وأن ترى النازحين يعودون إلى بيوتهم وأن يعود الشعب ليقرر مصيره. هنالك تحديات كثيرة أمام السوريين في المرحلة القادمة، ولكن بلاد الشام غنية بمواردها البشرية والفكرية والطبيعية والحضارية.
نتمنى للشعب السوري أن يخلق نموذجاً جديدا ومشرفاً للعالم العربي".
[email protected]
أضف تعليق