بعد الإعلان رسمياً عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بـ8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وهروبه لخارج العاصمة دمشق إلى جهة ما زالت مجهولة، تنتهي اليوم سيطرة "سلالة الأسد" على سوريا، بعد 53 عاماً.
وأسقطت قوات تتبع الفصائل المسلحة تماثيل والد الأسد وشقيقه في المدن التي سيطرت عليها، كما مزقت صوره على لوحات إعلانية وفي مكاتب حكومية، ودهستها بالأقدام وأحرقتها أو أمطرتها بالرصاص.
تولي سدّة الحكم..
في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي تولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ"الحركة التصحيحية" وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. وفي 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم يكن فيها مرشحٌ سواه. وأصبح أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية، إحدى الأقليات الإسلامية التي تضمّ عشرة في المئة من تعداد السكان.
واستمر حكم سلالة الأسد للبلاد حتى الإطاحة ببشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وهو ما يعني أن السلالة الأسدية المنحدرة من العشيرة "الكلبية" حكمت سوريا لمدة ما يقارب 53 عاماً.
يعود أصل عائلة الأسد إلى القرداحة، اللاذقية. وهم ينتمون إلى قبيلة الكلبية، ويعود اسم عائلة الأسد إلى عام 1927، عندما غير علي سليمان لقبه إلى الأسد.
خلال فترة حكمه المبكرة في سبعينيات القرن العشرين، أنشأ حافظ الأسد شبكات رعاية من شخصيات نخب حزب البعث الموالية لعائلته. وأقام أفراد عائلة الأسد سيطرتهم على مساحات شاسعة من الاقتصاد السوري.
وبعد وفاة حافظ الأسد، استمرت الروابط العائلية في لعب دور مهم في السياسة السورية، كما شغل العديد من أفراد عائلة حافظ الأسد المقربين مناصب حيوية في الحكومة منذ صعوده إلى السلطة.
وتولى بشار الأسد منصبه في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، رغم أنه لم يكن المقصود بخلافه والده.
فقد أعد حافظ الأسد ابنه البكر، باسل، لخلافته. ولكن عندما توفي باسل في حادث سيارة عام 1994، تحول بشار من طبيب عيون في لندن، حيث كان يكمل دراسته، إلى الوريث الجديد.
وشهد حكم الأسد في سنواته الأولى اندلاع الحرب في العراق ووجود أزمات في لبنان، قبل أن تضرب الحرب الأهلية سوريا في أعقاب ما يطلق عليه "الربيع العربي" عام 2011. ونزل السوريون حينها إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية، لكن قوات الأسد استخدمت القوة ضدهم.
واندمجت المعارضة لحكم عائلة الأسد في الحرب الأهلية السورية، في 2011، وفي 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، قرر بشار الأسد الفرار من دمشق، ما يشير إلى نهاية حكم الأسد في سوريا.
ورغم أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وصفه، في عام 2018، بأنه "حيوان" لاستخدامه الأسلحة الكيماوية، تمكن الأسد من البقاء في السلطة لفترة أطول مقارنة بكثير من القادة الأجانب الذين اعتقدوا أن نهايته وشيكة في الأيام الأولى من الصراع، عندما فقد مساحات شاسعة من سوريا لصالح المعارضة. ونفى الأسد الاتهامات الموجهة إليه باستخدام أسلحة كيماوية.
وشهدت رئاسة الأسد فترة من الهدوء النسبي في ظل تمركز معارضيه إلى حد كبير في جزء من شمال غربي سوريا، لكن أجزاء كبيرة من البلاد ظلت خارج قبضته وواجه الاقتصاد صعوبات بسبب العقوبات المفروضة عليه.
الحفيد.. حافظ الأسد
وبهروب بشار الأسد، فإن الإبن حافظ بشار الأسد المولود في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2001 (23 عاماً) وهو حفيد حافظ الأسد، والابن الأكبر لبشار الأسد وزوجته أسماء الأسد لن يصبح خليفة محتمل لوالده، بعد نهاية حكم عائلة الأسد، فقد كان الإبن حافظ ينظر له كخليفة منتظر للأب بشار في حكم البلاد.
الأسد الإبن والحفيد، من مواليد دمشق، وقد سُمي على اسم جده الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وقد التحق بمدرسة مونتيسوري مع أخته زين وشقيقه كريم، كما التحقوا بمدرسة لغات في منطقة البرامكة بدمشق.
وحظي الأسد الصغير باهتمام إعلامي في عام 2013 عندما نشر حساب على الفيسبوك منسوب إليه انتقادًا للجيش الأميركي في أعقاب الهجوم الكيميائي على الغوطة .
وفي عام 2020، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على الأسد الصغير فيما يتعلق بعقوبات سابقة استهدفت نظام والده، ونتيجة لذلك، لم يكن يُسمح له بالسفر إلى الولايات المتحدة أو امتلاك أصول فيها، وفي تشرين الأول (ديسمبر) 2024، ورد أنه فر من سوريا إلى روسيا، وهو يجيد اللغة الإنكليزية، ويتحدث الروسية أيضًا.
في عام 2016، تم الإعلان عن أن الأسد سيكمل تعليمه العالي في روسيا، وقبل التحاقه بجامعة موسكو الحكومية، درس لفترة من الوقت في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في دمشق، في عام 2023، وتخرج الأسد بدرجة الماجستير في الرياضيات من كلية الميكانيكا والرياضيات بجامعة موسكو الحكومية مع مرتبة الشرف.
[email protected]
أضف تعليق