بقيادة أئمة المساجد: جهود مجتمعية للحد من وفيات الأطفال بسبب الحوادث المنزلية
في مبادرة غير مسبوقة، اجتمع أئمة المساجد في المجتمع العربي في النقب لتقديم خُطب توعوية للمصلين وتوجيه الأهالي حول سلامة الأطفال في المنازل وساحات البيوت. جاءت هذه المبادرة بعد خضوع عشرات الأئمة لدورات تأهيلية حول هذا الموضوع، حيث يحتفلون اليوم بعرض مشاريعهم في حفل تكريمي خاص.

دور الأئمة في حماية الأطفال
تشكل الحوادث المنزلية السبب الرئيسي لوفيات الأطفال في المجتمع العربي في النقب، مثل حوادث الدهس أثناء الرجوع بالمركبات، الحروق، والاختناق. ولمنع هذه الحوادث المأساوية، يعمل الأئمة كقادة مجتمعيين على زيادة الوعي وتغيير السلوكيات من خلال المزج بين التقاليد والحداثة.

منتدى الأئمة، بالشراكة مع وزارة الصحة، مؤسسة أجيك - معهد النقب، مستشفى سوروكا، السلطات المحلية، ومعهد خروب، يجعل من الأئمة ركائز رئيسية في هذا الجهد. يتميز هذا المشروع بكونه الأول من نوعه الذي يضع الأئمة في طليعة الجهود المجتمعية لمواجهة قضية سلامة الأطفال.

خضع الأئمة لدورة تأهيلية مكثفة شملت 40 ساعة تدريبية، تم خلالها التعرف على نطاق مشكلة الحوادث المنزلية وكيفية استثمار دورهم المجتمعي لإحداث تغيير حقيقي. عُقدت اللقاءات في مستشفى سوروكا بإشراف خبراء في مجال السلامة، حيث استعد الأئمة لبدء تنظيم أنشطة توعوية، إلقاء خطب، تقديم إرشادات، وحتى المشاركة في فيديوهات توعوية.

لأول مرة، تشارك نساء متدينات من بلدتي رهط وحورة في الجهود التوعوية، حيث يعملن كسفيرات للسلامة. تقود هؤلاء النساء مبادرات لتوعية الأمهات، رصد المخاطر البيئية في الأحياء، وتعزيز ثقافة السلامة بين العائلات.

بالإضافة إلى جهود الأئمة ونساء الدين، تم تأهيل حوالي 400 من الأهالي في مجال سلامة الأطفال. كما تم تقديم مسرحيات تعليمية للأطفال وأولياء الأمور بهدف تغيير المفاهيم وتعزيز السلوكيات الآمنة. قريباً، ستفتتح غرف لعب آمنة للأطفال حتى سن 6 سنوات في رهط وحورة، وستكون هذه الغرف مراكز تعليمية وترفيهية تساهم في تعزيز الوعي لدى الأهالي.

أوضحت أحلام أبو قرن، مديرة قسم تعزيز الصحة وسلامة الطفل في مؤسسة أجيك - معهد النقب: "نتحدث عن حوادث يمكن منعها وعن أرواح يمكن إنقاذها. للأسف، يتعرض أطفال المجتمع العربي في النقب لحوادث منزلية بمعدل أعلى بكثير مقارنة ببقية السكان. برامجنا تهدف إلى تغيير هذا الواقع من خلال التعليم، زيادة الوعي، والشراكة بين الجهات المعنية ورجال الدين."

زهافا رومانو، مديرة البرنامج الوطني لسلامة الأطفال في وزارة الصحة، أشادت بدور الأئمة ونساء الدين، قائلة: "أنا أؤمن بقدرتهم على إحداث تغيير حقيقي. هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو مجتمع أكثر أماناً لأطفالنا."

في النهاية، يبرز دور المساجد كمراكز للتوجيه المجتمعي من خلال دمج القيم الدينية مع متطلبات الحياة الحديثة. مبادرة كهذه تمهد الطريق نحو ثقافة مجتمعية جديدة تحمي أرواح الأطفال وتعزز سلامتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]