حول تبعات إقالة جالانت وتعيين "يسرائيل كاتس" وزيرًا للدفاع، حاور موقع بكرا الكاتب والمحلل السياسي د.جمال زحالقة، والذي قال خلال حديثه:
"من الناحية السياسية، لا توجد فروق جوهرية بين نتنياهو وغالانت، فكل منهما متطرّف على طريقته، وكلاهما مسؤولان بالدرجة نفسها عن حرب الإبادة الجماعية في غزة".
وأكمل: "يمكن القول بكل بساطة إن نتنياهو ما كان ليقدم على إقالة غالانت، لولا أنه على ثقة بأنه يستفيد منها من جهة ويستطيع تحمّل ثمن تبعاتها من جهة أخرى. ويبدو أن التبعات ليست ثقيلة، لأن الجنرال غالانت لم يحقق إلى الآن النجاح والنصر في الحرب، ولو جاء بنصر مقنع، لما تجرّأ نتنياهو على الإطاحة به في خضم المعارك الحربية. وفي خلفية الإقالة، يبرز الخلاف حول من المسؤول في القيادة الإسرائيلية عن فشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وعن الإخفاق في تحقيق أهداف الحرب".
وتابع: "لا يبدو أن إقالة غالانت ستؤدّي إلى تغييرات مهمة في إدارة العدوان على غزة ولبنان، ولكنها قد تسهّل تنفيذ بعض الأمور التي عارضها غالانت مثل، قيام الجيش الإسرائيلي بتوزيع المعونات الإنسانية بشكل مباشر، كما يريد نتنياهو، الذي يسعى إلى تعميق الاحتلال في غزة وتوسيع نطاقه. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس، قد وصل منصبه وهو قليل الخبرة، وبعد أن توصل إلى تفاهمات انسجام في المواقف والرؤى مع نتنياهو، فإن الأخير سيكون وزير الأمن الفعلي لتصل قراراته الى قيادة الجيش بلا «فلترة».
وأضاف: "المتوقّع أن الغالبية في الشارع الإسرائيلي تعارض الإقالة، ولكن من المستبعد أن يشهد هذا الشارع احتجاجات ضخمة كالتي تلت الإقالة الأولى في مارس 2023، لأن هناك تعب وإجهاد من الحرب والخدمة الطويلة في الاحتياط، ولأن الانتخابات الأمريكية وتداعياتها تطغى على المشهد العام هذه الأيام، إضافة إلى اليأس من إمكانية التأثير على القرار".
ما يريده نتنياهو ضمان استقرار حكومته لمدة عامين إضافيين
ونوه كذلك: "ما يريده نتنياهو هو ضمان استقرار حكومته لمدة عامين إضافيين حتى الموعد الرسمي لانتخابات الكنيست في خريف 2026، وهو يعمل على إطالة الحرب على غزة سنة أو سنتين، ويسعى إلى تأجيل محاكمته ومثوله فيها بادعاء «الانشغال بالحرب».
وخلص في القول: "هو يعتقد أن سيطرته شبه المطلقة على مفاصل الحكم كافة تسهّل عليه تحقيق ما يروم إليه. ولعل الأهم بالنسبة له، في هذه المرحلة، أن يحقق «نصرا مطلقا»، أو أن يحرز على الأقل «إنجازات» عسكرية كبيرة تسجل لصالحه لاحقا في صناديق الاقتراع وفي كتب التاريخ. وقد آن الأوان لمساع جدية فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية لوقف الحرب وحرمانه من هذه الإنجازات. ولو كانت هناك عدالة في هذه الدنيا لما كان المشهد هو مجرم يقيل مجرما، بل مجرمان في قفص الاتهام في محكمة الجنايات الدولية".
[email protected]
أضف تعليق