أثار قرار عدم استدعاء ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا للنجم كيليان مبابي إلى مباراتي دوري الأمم دون تقديم تفسيرات مقنعة حالة من الجدل، وضعت مهاجم ريال مدريد في موقف صعب.
ورغم تأكيدات المدرب بأنه القرار لا يمت بصلة في اتهام مبابي بقضية اغتصاب في السويد، إلا أن الانطباع الأول الذي يتركه هذا القرار هو أن استدعاء مبابي في الوقت الحالي لقائمة الديوك، سيكون له سلبيات أكثر من إيجابياته، وسيتسبب في مشاكل عديدة داخل المعسكر قبل مواجهتي دوري الأمم.
لكن الأمر المؤكد في هذه القضية، هو أن ديشامب أراد إبعاد المجموعة عن حالة جدل التي قد يأتي بها مبابي للمعسكر، سواء داخل الملعب بسبب تراجع مستواه في الآونة الأخيرة مع الملكي، أو خارجه بسبب ما يعرف باسم قضية "الاعتداء المزعوم في ستوكهولم".
وتأثرت شعبية مبابي في فرنسا كثيرا بسبب رحيله المثير عن باريس سان جيرمان بشكل مجاني للميرنغي، وهو ما ترجمه الكثيرون على أنه تقليل من احترامه للكرة الفرنسية، هذا بالإضافة لظهوره الباهت في يورو 2024، والتي ودع فيها الفرنسيون من نصف النهائي على يد إسبانيا.
وبدت على ملامح مبابي في أول معسكر له مع المنتخب في سبتمبر الماضي بعد انضمامه للريال، عدم الراحة، حيث كشفت صحيفة "ليكيب" أنه لم يكن يرغب في الانضمام، ولكن نجح والداه في إقناعه بالانضمام للحفاظ على صورته أمام جماهير فرنسا.
وحتى في تلك المرة التي انضم فيها، بدا اللاعب خارج تركيزه تماما، وهو ما انعكس على تصريحاته التي وصلت لحد التقليل من بطولة دوري الأمم.
وقال في هذا الصدد: "لا أعرف ما تعنيه هذه البطولة، لقد فزنا بها من قبل، شخصيا هي لا تمثل أي شغف".
وفي الشهر التالي، تعرض مبابي لإصابة في العضلات المأبضية مع الريال، ليغيب عن معسكر فرنسا، وهو ما برره ديشامب آنذاك بعدم المجازفة باللاعب، بعد الحديث مع الطاقم الطبي للنادي المدريدي.
إلا أن حرص ديشامب لم يكن في مكانه الصحيح، حيث أشركه كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال، في الشوط الثاني من مباراة ليل في دوري الأبطال، ثم كأساسي بعدها بأيام في الليغا أمام فياريال.
وتسبب هذا الأمر في تسرب حالة من الشك بين الجماهير الفرنسية حول مدى التزام مبابي مع المنتخب، وتباين مستواه عندما يشارك مع فريقه، وهو ما زاد من اهتزاز صورته التي تأثرت بالفعل بعد نشر الصحف لتقارير تفيد بأنه استقل طائرته الخاصة لحضور حفلة في ستوكهولم، بينما كان المنتخب يخوض مباراة في نفس التوقيت.
ولم تأت المصائب فرادى لبطل العالم في 2018 مع فرنسا، بل طرأ أمر لم يكن في الحسبان، حيث نشرت الصحف السويدية، تقارير تفيد بتورطه المزعوم في اعتداء جنسي، ولكن إزاء غياب المعلومات الرسمية من النيابة السويدية، يبقى دور مبابي في هذه القضية مبهما.
وأضف إلى كل هذا، حالة عدم التأقلم حتى الآن على الأجواء في إسبانيا، في فترة دقيقة يمر بها بطل أوروبا.
وكان منطقيا أمام هذا المشهد الملتبس، أن يتخذ ديشامب قراره باستمرار استبعاد الهداف الأول لفرنسا، من أجل صالح الجميع.
[email protected]
أضف تعليق