أكد اللواء الركن محمد علي الصمادي، الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني لموقع بكرا، أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن تشكيل فرقة عسكرية جديدة بهدف تعزيز مراقبة الحدود الأردنية، مشدداً على أن هذا القرار يأتي ضمن مخطط شامل تسعى إليه إسرائيل لفرض السيطرة على المنطقة وتوسيع حدودها.

وأكد الصمادي أن حكومة اليمين المتطرفة الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو وحلفائه مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تعتمد بشكل متزايد على الخطاب الديني لتبرير أطماعها التوسعية، حيث لم تعد هذه الطموحات مقتصرة على الحكومة فقط، بل تشمل غالبية الشعب الإسرائيلي الذي يميل بشكل متزايد نحو اليمين.

وأوضح الصمادي أن الفرقة الجديدة ستعمل تحت إشراف القيادة الوسطى الإسرائيلية، وستتولى مسؤولية مراقبة حدود تمتد من المطلة شمالاً على الحدود مع لبنان، وصولاً إلى إيلات في البحر الأحمر جنوباً.

وقال ان هذه الفرقة العسكرية من المتوقع ان تتألف من وحدات مشاة آلية , دروع، مدفعية، استخبارات , هندسة, مسندة بالطائرات العامودية والمسيرة وطائرات الكواد كابتر ، وسيكون هناك العديد من النقاط الحدودية المراقبة بالكاميرات المتطورة والمستشعرات. وستضم أيضًا وحدات للتدخل السريع (QRF) مسندة بدعم جوي من سلاح الجو الإسرائيلي والطائرات العمودية المقاتلة، ما يشير إلى توجه الاحتلال نحو تعزيز دفاعاته على الحدود بشكل غير مسبوق لإحباط عمليات التسلل وتهريب أسلحة.
 

مخاوف إسرائيلية

واشار الى ان هذه المنطقة حاليا يتولى اللواء وادي الأردن الإقليمي التابع للقيادة المركزية مهمة الدفاع بحوالي 150 كيلو من الجزء الشمالي من البحر الميت في الضفة الغربية حتى مرتفعات الجولان، ولواء يواف الإقليمي يتولى مسؤولية المنطقة الجنوبية.

ويرى الصمادي أن هذا القرار ينبع من مخاوف إسرائيلية متزايدة من احتمال حدوث عمليات استشهادية أو محاولات للتسلل من خلال الحدود الأردنية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة داخل الضفة الغربية.

وأضاف أن إسرائيل تحاول إيجاد مبررات لزيادة التواجد العسكري على الحدود الأردنية، وربما لاختلاق واستغلال ذريعة “التهديد الإيراني” كعامل لتحفيز الدعم الدولي، حيث بدأت تروج لفكرة أن إيران تدعم تهريب الأسلحة عبر الحدود الأردنية، وهي ذريعة تهدف إلى استثارة الرأي العام الاسرائيلي والعالمي وتبرير هذا التصعيد العسكري.

كما تطرق الصمادي إلى تأثير السياسات الأمريكية المتوقعة على هذه التحركات، مشيراً إلى أن إسرائيل تعول بشكل كبير على احتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الحكم، حيث شهدت فترة رئاسته السابقة دعمًا غير مسبوق لإسرائيل، مثل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وأضاف أن إسرائيل تأمل في الاستفادة من هذا الدعم في حال عودة ترامب، ما قد يشجعها على اتخاذ خطوات نحو ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.

تحذير من فرقة كهذه

وحذر الصمادي من أن استحداث فرقة كهذه، وبتوجيهات قومية ودينية، قد يؤدي إلى استفزاز المشاعر الوطنية لدى الأردنيين والفلسطينيين، ويدفع بالبعض إلى الرد بعمليات فردية أو محاولات تسلل.

واضاف بان تشكيل فرقة عسكرية على الحدود الاردنية لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار لاسرائيل ابداً ما دامت تتبنى السياسات الإسرائيلية الاستيطانية وحرب الابادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]