يشير الاقتصاد بدون نقد إلى نظام اقتصادي حيث تقلل أو تختفي المعاملات باستخدام النقود المادية (العملات المعدنية والأوراق النقدية)، ويتم تنفيذ معظم الصفقات باستخدام وسائل دفع رقمية. في هذا النظام، يعتمد الأفراد والشركات على بطاقات الائتمان، التطبيقات الرقمية، التحويلات البنكية، ووسائل أخرى تعتمد على التكنولوجيا لإجراء عمليات الشراء والبيع. يتطلب هذا النوع من الاقتصاد بنية تحتية رقمية متقدمة وحماية لخصوصية المستخدمين، حيث تترك المدفوعات الرقمية أثراً يمكن متابعته للكشف عن عمليات الاحتيال.

للاقتصاد غير النقدي العديد من الفوائد؛ فهو يعزز الكفاءة الاقتصادية من خلال تسهيل إجراء المعاملات السريعة والفورية، ويقلل من الأخطاء ويوفر الوقت. كما يسهل متابعة النفقات والإيرادات بوسائل رقمية، ما يساعد الأفراد على التخطيط والرقابة المالية وإعداد ميزانية أسرية. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في الحد من الاقتصاد الأسود ويزيد من قدرة الحكومات على مراقبة النشاط الاقتصادي.

تحديات 

لكن هذا النموذج يطرح أيضاً تحديات؛ فقد يزيد من عدم المساواة الاجتماعية، خصوصاً للأشخاص الذين لا يملكون وصولاً إلى الخدمات المالية الرقمية، مثل كبار السن أو سكان المناطق الريفية والدول النامية. كما أنه يزيد الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية التي قد تكون عرضة للهجمات السيبرانية والأعطال التقنية.

وفي النهاية، يُتوقع أن يشهد المستقبل نظاماً مختلطاً، حيث تسود وسائل الدفع الرقمية، مع استمرار وجود النقد لمن يحتاجه. يكمن التحدي الأساسي في إيجاد التوازن المناسب بين الوسيلتين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]