كشف جورج مالابرونو، كبير المعلقين على شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، عن العلاقات المعقدة بين فرنسا وحزب الله فيما يتعلق بمرفأ بيروت. ووفقا لما كتبه المعلق، في صيف عام 2020، بعد وقت قصير من الانفجار الهائل في مرفأ بيروت، تم إبرام اتفاق سري بين فرنسا وحزب الله.
وحسب تقرير مالبرونو، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالامتناع عن مناقشة مسألة سلاح حزب الله خلال زياراته إلى لبنان. وفي المقابل، كما يقول الكاتب، وعدت حزب الله بالسماح لشركة الشحن الفرنسية CMA-CGM بالفوز بمناقصة تشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت.
ويشير الصحفي الفرنسي إلى أن شركة CMA-CGM المملوكة لرجل الأعمال رودولف سعادة (الذي رافق ماكرون في زيارته)، فازت بالمناقصة في نهاية المطاف. وحسب قوله، فقد كشف له مصدر لبناني أنه قبل توقيع العقد، عرض سعدة -وهو أيضاً مالك شبكة BFM TV الإعلامية- على وزير النقل اللبناني علي حمية المقرب من حزب الله أن ينقله بواسطة طائرته الخاصة إلى مرسيليا.
CMA CGM هي ثالث أكبر شركة شحن في العالم، وترتبط تاريخياً بلبنان. عائلة سعادة التي تدير الشركة هي من أصل لبناني، وكانت هذه الشركة من أوائل الشركات التي استأنفت عملياتها في مرفأ بيروت مباشرة بعد الانفجار المأساوي في آب/ أغسطس 2020.
وبعد الانفجار، استثمرت CMA CGM الكثير من الموارد في إعادة تأهيل الميناء، بما في ذلك بناء محطة حاويات جديدة وجلب المعدات الأساسية. كما تبرعت الشركة لمستشفى بيروت وشاركت في جهود المساعدات الإنسانية.
ويدير رودولف سعادة، الرئيس التنفيذي الحالي، الشركة من المقر الرئيسي في مرسيليا بفرنسا، لكنه يحتفظ بعلاقات وثيقة مع لبنان. وفي السنوات الأخيرة، قام أيضًا بتوسيع نفوذه في مجال الاتصالات من خلال شراء شبكة تلفزيون BFM من شبكات الأخبار الرائدة في فرنسا.
ويشكل مرفأ بيروت رصيداً استراتيجياً مهماً في المنطقة، والسيطرة عليه نقطة أساسية في موازين القوى في لبنان. وقبل الانفجار، كان المرفأ مسؤولا عن نحو 60% من واردات لبنان ونحو 70% من إيرادات البلاد من الجمارك.
[email protected]
أضف تعليق