قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة في الأيام الأخيرة بشأن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب مع حزب الله، ويسمح للمدنيين النازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم. في الوقت ذاته تقوم إسرائيل بضرب بنك حزب الله أو ما يعرف بمؤسسة القرض الحسن.

استهداف مؤسسة القرض الحسن


وفي حديث لموقع بكرا مع الصحفي اللبناني والمستشار في العلاقات الدولية، علي يحيى، قال: "مؤسسة القرض الحسن هي احدى المؤسسات التي يديرها حزب الله ولها علاقة بتحصين المجتمع في إنشاء مشاريع تنموية، هذه المؤسسة تعطي قروض للناس، حيث أعطت حوالي مليون و900 ألف قرض خلال الفترة الماضية، ويتعامل معه حوالي 300 ألف شخص، وبالطبع فإن هذه القروض تعطى ليس فقط لبيئة حزب الله، إنما الثقة التي أعطيت للقرض الحسن خلال السنوات دفعت كافة المواطنين اللبنانيين من مختلف الطوائف والتيارات السياسية بسحب الأموال من البنوك ووضعها في مؤسسة القرض الحسن".

وأضاف: "ما يميز هذه المؤسسة هو إمكانية تسديد المبلغ الذي قد يصل الى 5000 دولار كحد أقصى بدون فوائد، وتساهم هذه المؤسسة في الحماية الاجتماعية لمؤيدي حزب الله والطبقة الفقيرة من المجتمع اللبناني".

وتابع قائلًا: "استهداف المؤسسة من قبل الجيش الاسرائيلي هو محاولة لضرب الثقة الشعبية، الاستهداف العسكري سبقه استهداف إعلامي، سياسي وسيكولوجي خلال السنوات الماضية، أدارته السفارة الامريكية في لبنان بشكل واضح، القرض الحسن هو منظومة مالية لجأ إليها حزب الله ايضا لحماية نفسه بعد العقوبات التي منعته من ان يكون جزء من المنظومة المالية اللبنانية، والهدف من استهداف المؤسسة هو لضرب إحدى نقاط ارتكاز حزب الله، لذلك علم حزب الله مسبقًا انه قد يتم ضرب المؤسسة لذا لجأ الى افراغ كل الخزائن ونقلها إلى أماكن محصنة، وبالتالي الذي تم ضربه هو فقط المكاتب الإدارية وليس أموال الناس والودائع".

حزب الله قام بترميم نفسه

وحول تأثير الاغتيالات لكبار قادة الحزب على القوة العسكرية للحزب قال: "حزب الله تعرض لعدة مستويات للضربات، منها اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، الضربة الثانية كانت لقيادات الصف الأول والثاني في الحزب، والثالثة كانت لمخازن الذخائر والأسلحة، والرابعة الضربة للحاضنة الشعبية مواطني لبنان. بالمستوى الأول، هناك تأثير واضح لأنه ليس هناك شخصية بديلة لتكون مكان السيد حسن، إنما للتأثير الذي مثلّه خلال العصور الماضية، فهو شخص لا يمكن تعويض هيبته، إنما الملفات التي كان مسؤول عنها فإنه تم توزيعها على قيادات جديدة.
المستوى الثاني تم ترميمه بشكل سريع، بشكل عام فإن كل قائد يكون خلفه قيادات مدربة لاستلام الملف، وبعد عمليات الاغتيال بالامكان القول ان من استلم الملفات هم اشخاص اكثر قدرة ومدربين بشكل أفضل. ودليل على ذلك أنه وبالرغم من الاغتيالات الا ان العمليات ما زالت مستمرة بشكل يومي بل وان وتيرتها اختلفت. فبالتالي تم خلال الأسابيع الماضية استعادة التوازن بعد تعيين البدائل واستيعاب الصدمة والبدء بالمبادرة".

استنساخ غزة في لبنان

وأكمل قائلًا: "المستوى الثالث، وهو ضرب مخازن الأسلحة، الحزب خلال السنوات الماضية عرف انه سيكون هناك ضرب للمخزون، ولكن كانت لديه حسابات أنه قد يخسر من 30-50% من أسلحته بسبب هذه الضربات، لذلك فانه كان مهيأ لأن يكمل بالحرب بما يتبقى.
المستوى الرابع، الضغط على الحزب من خلال الحاضنة الشعبية ومحاولة نسخ ما حدث في غزة في لبنان، حيث اعتمد الجيش على الكثافة النارية غير المسبوقة وضرب التكنولوجيا ورأينا جزء من هذا يحدث في غزة، ولكن استخدام التكنولوجيا رأيناه بشكل أوسع في لبنان لأن حزب الله هو أكثر التصاقًا بالتكنولوجيا من غزة. جزء من التكنيك التي يتم اعتماده لعقاب حزب الله هو استنساخ غزة في لبنان هو التدمير، وهذا بالطبع له أهداف سياسية، حيث ان تدمير الحفة الامامية للجنوب ينجح بتحقيق ارجاع حزب الله عن الحدود".

لن تكون هدنة قريبة

وحول زيارة الموفد الامريكي الى لبنان قال: "مجيء هوكشتاين الى لبنان هو لاستطلاع محاولة فرض شروط استسلام على لبنان، فرض قرار 1701، والذي يعني إبعاد الحزب الى ما بعد الليطاني وتفريغ المنطقة وزيادة أعداد اليونيفيل وسحب السلاح الثقيل من حزب الله مع اضافات أمنية، حزب الله لن يوافق على هذه الشروط كما ولن يوافق المستوى السياسي المفاوض في لبنان".

نحن مقبلون على تصعيد كبير

وأنهى حديثه قائلًا: "الحزب أصبح في مرحلة المبادرة والفعل وسيكمل ليوجع الجيش الإسرائيلي، قام الحزب بالتجهيز للمعركة البرية منذ عام 2006، لذا لن يقبل بالشروط الاستسلامية، ليس هناك هدنة ولا وقف لإطلاق النار في المرحلة الحالية المواجهة ستستمر حتى الانتخابات الامريكية ونتائجها، نحن مقبلون على تصعيد كبير بري، بحري وجوي وحزب الله لم يستخدم معظم السلاح الاستراتيجي والخطط الاستراتيجية التي جهزها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]