تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، مقطع فيديو يظهر طفلة نازحة تحمل شقيقتها المريضة المُصابة على كتفها متّجهةً نحو نقطة طبيّة لمعالجتها وسط قطاع غزّة.
وكانت ملامح التعب والإرهاق تظهر على ملامح الطفلة التي سارت مسافات طويلة وهي تحمل شقيقتها الصغرى على كتفها، وعندما سألها الشخص الذي التقط الصور: لماذا تحمل أختها هكذا؟ أجابته بأن “سيارة دهستها”.
ويبدو في المشهد أن إحدى قدمي الطفلة ملفوفة بجبيرة؛ مما يعني أنها أصيبت في وقت سابق، وهو ما منعها من الحركة والمشي. وسأل المصور الطفلة “إلى أين تأخذينها؟” فأجابت الطفلة “أريد أخذها لتلقي العلاج”، فقال لها “ولكنك متعبة من حمل أختك هكذا؟” فردّت “أنا متعبة، أحملها منذ ساعة وهي لا تقدر على المشي”.
وقالت الطفلة "أنا ذاهبة إلى منتزه البريج في إشارة إلى نقطة طبية هناك"، فقدّم لها المصور المساعدة، وحمل الطفلتين بسيارته إلى وجهتهما. وفقد الآلاف من الأطفال الفلسطينيين ذويهم في المجازر "الإسرائيلية" المتواصلة على امتداد القطاع منذ أكثر من عام، ليواجهوا مصيرهم بدون معيل في ظل الظروف الصعبة.
وتتفاقم معاناة الأطفال في غزة لا سيما من فقدوا أحد والديهم أو كليهما، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب في ارتفاع أعداد الأيتام في القطاع. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد الأطفال الأيتام بلا حماية في قطاع غزة بلغ نحو 17 ألف يتيم، أي ما يعادل 1% من إجمالي عدد النازحين من غزة، بحسب منظمة اليونسيف. ويعاني هؤلاء الأطفال من الصدمة والانكسار، ويطلق عليهم بحسب منظمة "أطباء بلا حدود": طفل جريح من دون والدين على قيد الحياة.
وهذا التوصيف وصفته المنظمة المذكورة بالمرعب والمخزي فهو بمثابة جرح معنوي للإنسانية. وفي وقت سابق، أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن عدد الأطفال الذين استشهدوا جراء الحرب المستمرة على قطاع غزة تجاوز عددَهم خلال 4 سنوات من النزاعات في جميع أنحاء العالم.
[email protected]
أضف تعليق