قدمت إسرائيل للولايات المتحدة وثيقة الأسبوع الماضي بشأن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب مع حزب الله، ويسمح للمدنيين النازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.
وفي وقت لاحق من اليوم قام الجيش الاسرائيلي باستهداف احد المباني التابعة لمؤسسة القرض الحسن، المؤسسة المالية التابعة لحزب الله.
تمويل حزب الله
وفي حديث للمحلل السياسي والصحفي السوري فراس علاوّي قال: "مؤسسة القرض الحسن وفقًا للتوصيف الت ي تم تسجيلها فيه ببداية الثمانينات، هي مؤسسة اجتماعية تهدف إلى تمويل السكان في لبنان بقروض ميسرة بدون ضرائب، هذه الواجهة، اما عمليًا فهي احد اساليب تمويل حزب الله اللبناني، بالامكان اعتبارها كبنك يقوم من خلاله حزب الله بتنظيم انشطته، وهو مصنّف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة وفي المملكة العربية السعودية، سُجّل في وزارة الداخلية اللبنانية عام 1987, ومن هناك استخدمه الحزب من أجل تمويل عملياته العسكرية والحزبية في لبنان، لذا بالامكان اعتباره كأحد اذرع حزب الله وهو الذراع المالي للحزب.
هناك اكثر من ثلاثين فرع له في لبنان، تقدّم خدماته المالية ظاهريًا للمدنيين، ولكن عمليًا هو يقوم بغسل أموال واستجلاب الدعم من الخارج بذرائع إنسانية، اجتماعية ودينية، بينما بالحقيقة هي طريقة لدعم أنشطة الحزب العسكرية والأمنية".
تجفيف منابع الدعم للحزب
وأضاف: "الهدف من استهداف مؤسسة القرض الحسن هو تجفيف منابع الدعم، إسرائيل في تعاطيها مع حزب الله اتبعت استراتيجية متدرجة، في البداية قطعت صلات الحزب مع ايران والنظام السوري عن طريق استهداف ضباط الاتصال الإيرانيين، السوريين واللبنانيين، ثم بدأت باستهداف قادة الصف الثالث والثاني، وأيضًا مناطق تجميع الاسلحة ومستودعات الذخائر التابعة للحزب، ومن قم اغتالت قيادات الصف الاول، والآن بدأت الضغط على الحاضنة. وبالتالي اسرائيل تحاول انهاء حزب الله بشكله الحالي، بشكله كقوة عسكرية داخل الدولة، وتحاول الضغط على الحاضنة الشعبية من خلال ايقاف عمليات تمويلها وتدمير البنى التحتية، ومن هنا يأتي استهداف مؤسسة القرض الحسن وبالتالي تجفيف منابع دعم حزب الله".
الحزب يحتاج لاعادة ترتيب الاوراق
وحول تأثير اغتيالات قادة حزب الله على القوى العسكرية للحزب والوثيقة التي قدمتها اسرائيل للولايات المتحدة لانهاء الحرب مع حزب الله، قال: "اغتيال قادة الحزب يؤثر بشكل كبير على حزب لسببين، اولًا ان قادة الصف الاول هم مؤسسين الحزب وبالتالي تدرجوا بمناصبهم السياسية، الامنية والعسكرية داخل الحزب ولهم باع طويل، معظم الذين تم اغتيالهم داخل او خارج الاراضي اللبنانية هم مؤسسي الحزب، اغتيالهم بالتأكيد سيؤثر على بنية الحزب وطريقة إدارته، الحزب يتبع الطريقة الهرمية التي تبدأ من القاعدة وصولًا الى الأمين العام، احتكار حسن نصرالله لسنوات لقيادة الحزب ومجلس شورى الحزب أيضًا الذي تقريبًا تم تصفيته، ومقتل القادة العسكريين فكك الحزب من الناحية العسكرية، وأيضًا من الناحية الامنية وبات حزب مكشوف.
اعادة ترتيب هذه الاوراق يحتاج الى زمن طويل، اضافة الى عملية استهداف البنى العسكرية، وتجفيف منابع الدعم، فايضًا تحتاج الى وقت طويل من اجل اعادة ترتيب الحزب. لذلك اعتقد ان الحزب ولو كمناورة سياسية او مناورة من اجل اعادة لملمة اوراقه سوف يقبل بما تطرحه اسرائيل ولكن بالحد الادنى، لذلك شاهدنا تصريح المسؤولين اللبنانيين، سواء كان نبيه بري او ميقاتي بأن حزب الله مرافق على قرار 1701, والذي يعني إبعاد الحزب الى ما بعد الليطاني وتفريغ المنطقة وزيادة اعداد اليونيفيل وسحب السلاح الثقيل من حزب الله. اعتقد ان حزب الله الآن يناور بهذه الخطة، لكن، التسريب الذي تم للطلبات الاسرائيلية والذي يتعدى قرار 1701, وربما نذهب باتجاه قرار 1559, والذي يقول انهاء حزب الله بشكله العسكري وتحويله الى حزب سياسي ينخرط في الحياة السياسية مع زيادة فعالية قوات اليونيفيل جنوب الليطاني وايضًا اعطاء دور اكبر للجيش اللبناني في المنطقة.
اذًا اسرائيل تحاول انهاء الحزب كقوة عسكرية على الارض وتحويله الى حزب سياسي منزوع الأظافر وبالتالي تتخلص من عملية الاستهداف المباشر".
وتابع قائلًا: "لا اعتقد ان الحزب سيقبل بنزع سلاح بشكل كامل، ربما ستتم هنا عمليات تفاوض حول نوع السلاح الذي سيتم نزعه، موافقة الحزب لا تعني الوصول الى حل، اعتقد ان هناك ايضًا عمليات تتولاها اللجان في حال تم التوصل الى اتفاق مبدئي بايقاف اطلاق النار.
كل الموضوع متعلق ايضًا بالانتخابات الأمريكية التي ستجري بعد فترة قصيرة، وما هي نتائج الانتخابات وما هو الدعم الذي سيحصل عليه نتنياهو داخل البيت الأبيض، نتيجة الانتخابات الأمريكية تؤثر بشكل كبير على مجريات الصراع ومصير حزب الله".
النازحون
وحول النازحين اللبنانيين واللاجئين السوريين وتعامل الجهات المختصة مع توفير الاحتياجات الاساسية لهم قال: "موضوع النازحين في كل مكان هو موضوع انساني، هناك اطفال ونساء ينزحون من مناطق الاشتباكات، بالاضافة الى ان هناك لاجئين سوريين في لبنان يعيشون في مناطق الجنوب اللبناني وفي الضاحية وفي بيروت، هؤلاء اللاجئين تتم معاملتهم بشكل مختلف، يتم التركيز على النازحين اللبنانيين بينما هناك تناسي للاجئين السوريين، وهناك عدم استقبال لهم، حيث تم تأكيد انه يتم بالدرجة الاولى استقبال النازح اللبناني ومن ثم استقبال اللاجىء السوري اذا كان هناك مكان دون خلطهم في مكان واحد.لذلك شهدنا عودة كبيرة للاجئين السورييين في لبنان الى المناطق السورية، وبعضهم تم اعتقالهم من قبل نظام الأسد.
لبنان لديها مشاكل على المستوى العام، حيث انه لا يستطيع تقديم الدعم الكامل لهذا العدد من اللاجئين والنازحين، فهو اساسًا يعاني اقتصاديًا بشكل كبير ما قبل الحرب، فكيف اذا وصلنا الى مرحلة يعاني منها على مستوى البنى التحتية وعلى مستوى الاقتصاد وحتى على مستوى الدعم الدولي".
[email protected]
أضف تعليق