الحرب التي ما زالت مستمرة منذ أكثر من عام، أدت إلى زيادة كبيرة في الأعراض الشديدة لاضطراب ما بعد الصدمة وزيادة ملحوظة في استخدام المواد المسببة للإدمان بطريقة خطيرة. جاء ذلك في تقرير جديد أعده المركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية (ICA).
تم جمع البيانات حول استخدام المواد المسببة للإدمان في أربع نقاط زمنية: أبريل 2022، ديسمبر 2023، مارس 2024، ويونيو 2024. وتشير إلى أنه منذ اندلاع الحرب، ارتفع معدل الإسرائيليين الذين يستخدمون المواد المسببة للإدمان (الكحول، القنب، الأدوية الموصوفة والمواد الأخرى) بشكل خطير إلى واحد من كل أربعة إسرائيليين (25%)، وهو رقم ظل ثابتًا بعد مرور عام.
يوضح البروفيسور شاؤولي ليف ران، الشريك المؤسس للمركز الإسرائيلي للإدمان والصحة النفسية (ICA)، أن العلاقة بين اضطراب ما بعد الصدمة والاستخدام المفرط للمواد الخطرة معروفة وواضحة: “حيثما توجد صدمة أكثر، يكون هناك استخدام أكبر للمواد المسببة للإدمان. قد تخفف هذه المواد بشكل مؤقت، لكنها تفاقم الوضع بشكل كبير على المدى الطويل”.
ووفقًا للتقرير، في أبريل 2022 كان معدل الإسرائيليين الذين يستخدمون المواد بشكل خطير 22.7%، ومع اندلاع الحرب ارتفع المتوسط الوطني إلى 26.1% في ديسمبر 2023، وازداد قليلاً إلى 26.6% في مارس 2024، وفي يونيو الماضي تم تسجيل انخفاض طفيف إلى 25%.
على الرغم من أننا شهدنا انخفاضًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة، فإن الزيادة الحادة ما زالت ملحوظة مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب”، يوضح البروفيسور ليف ران. “من المهم أن نلاحظ أن الاستخدام الخطير للمواد المسببة للإدمان، بما في ذلك الكحول والقنب والأدوية الموصوفة المسببة للإدمان والمخدرات المختلفة، يؤثر على شرائح واسعة من السكان وعلى فئات عمرية مختلفة. ومع ذلك، من الضروري إيلاء اهتمام خاص بالبيانات التي تظهر في بحثنا بشأن الفئات المعرضة للخطر – وخاصة الشباب والمراهقين، والنازحين، ومن خدموا في الجيش خلال الحرب، والسكان الذين تعرضوا لصدمات مباشرة”.
التأثير الأكبر بالشمال
وفي الواقع، عند تقسيم البيانات حسب المناطق الجغرافية، نرى أن نمط الاستخدام الخطير ليس متساويًا في جميع أنحاء البلاد. أكبر زيادة في الاستخدام الخطير سُجلت في منطقة الشمال، حيث بلغت 8.5%، مما يشكل 28% من سكان الشمال. في المرتبة الثانية، تم تسجيل زيادة بنسبة 5% في استخدام المواد المسببة للإدمان في منطقة غوش دان، والتي تشكل 29.5% من السكان. في منطقة الجنوب، سُجلت زيادة بنسبة 4% ليصل الإجمالي إلى 26% ممن يستخدمون المواد بشكل خطير، وفي القدس تم تسجيل زيادة بنسبة 2.4% ليصل إلى 26% من السكان.
المنطقتان الوحيدتان في البلاد اللتان شهدتا انخفاضًا طفيفًا هما منطقة المركز والشارون، حيث تم تسجيل انخفاض بنسبة 1%، ليصل الإجمالي إلى 22% من السكان. في حيفا وحولها، تم تسجيل انخفاض بنسبة 3%، مما يجعل نسبة السكان الذين يستخدمون المواد بشكل خطير تصل إلى 21%. وهناك ملاحظة أخرى مثيرة للاهتمام تتعلق باستخدام المهدئات، الذي تضاعف بمقدار 2.5 خلال عام الحرب – حيث كانت النسبة قبل الحرب 3.8%، ووصلت في يونيو 2024 إلى 9.5% من السكان في إسرائيل.
[email protected]
أضف تعليق