نحن نقف في لحظة حاسمة، نواجه فيها الحقيقة القاسية لسياسة التجويع التي تستخدمها حكومة إسرائيل كسلاح في هذه الحرب. كما حذرت المنظمات الإنسانية، فإن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل كبير نتيجة للقيود التي تقرضها الحكومة الإسرائيلية على الغذاء والإمدادات الأساسية. منذ 2 أكتوبر، تم إغلاق معابر إيرز وزكيم، مما منع دخول المساعدات الحيوية إلى شمال قطاع غزة. لقد أوقفت سياسات حكومة إسرائيل فعلياً إدخال المساعدات إلى هذه المنطقة لأكثر من أسبوعين، مما أدى الى تفاقم الازمة الانسانية.
وفي تطور مأساوي جديد، أدى قصف الجيش إسرائيلي إلى اندلاع حريق في مخزن الطحين الأخير في شمال غزة، بالقرب من مخيم جباليا. هذا الطحين كان يستخدم في مخبز شفلح، وهو المكان الوحيد الذي يوفر الخبز لأهالي جباليا، بيت حانون وبيت لاهيا. هذه الخطوة تأتي كجزء من حملة عسكرية واسعة تهدف إلى إجبار الناس على النزوح جنوبًا، وتشمل الغارات الجوية المكثفة وإغلاق المستشفيات الثلاثة المتبقية في شمال غزة.
تشير تقارير برنامج الاغذية العالمي –(WFP) صورة قاتمة: الغذاء الوحيد المتوفر في شمال غزة هو دقيق القمح والمعلبات. والآن مع تدمير مخزون الطحين الأخير، فإن الوضع يتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة. هذا النقص الحاد يبرز الهجوم المباشر على حق المدنيين في الغذاء والبقاء على قيد الحياة، حيث تتفاقم الأزمة مع مرور كل يوم.
علاوة على ذلك، تُظهر التقديرات أنه وفقًا لمعدل إدخال المساعدات الحالي، سيستغرق الأمر عامين كاملين لتوفير الموارد اللازمة لبقاء السكان في ظل ظروف الشتاء القاسية.
استجابة لذلك، نحن في حراك نقف معًا كثفنا جهودنا في الحملة الإنسانية ضد سياسة التجويع في غزة. ورغم كل العراقيل، تمكنا من إيصال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية إلى أهلنا في غزة، في محاولة لتخفيف معاناتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.
سنواصل نضالنا على الأرض وعلى جميع الجبهات لضمان وصول باقي المساعدات إلى أولئك الذين هم بأمس الحاجة إليها. ولن نسمح لهذه السياسات القمعية بتحديد مستقبل الفلسطينيين بأي مكان أو شكل كان. معًا، نحن نكسر الحواجز ونثبت أنه لا جدار، ولا حصار، ولا سياسة تجويع ستوقف عزيمتنا في دعم أهلنا في غزة.
[email protected]
أضف تعليق