تواصل قوات الجيش الاسرائيلي  منذ ما يزيد عن عام كامل، استهدفت فيها كل فئات المجتمع الفلسطيني من بينهم الرياضيون، غير مكترثة للقوانين واللوائح الصادرة عن المؤسسات الرياضية الدولية.

وأكدت الجهات الرسمية الفلسطينية أن عدد الرياضيين الذي استشهدوا منذ السابع من أكتوبر 2023، حوالي 450 شهيدًا تقريبًا، من جميع الألعاب الرياضية، وهو أكبر عدد رياضيين في تاريخ البشرية فقدوا حياتهم خلال حرب. وكان من بين الشهداء المدربين واللاعبين والحكّام والإداريين ورؤساء أندية واتحادات وإعلاميين ومشجعين أيضًا، حيث فقدت الملاعب نخبة من أبرز الرياضيين الذين كانوا يُصنفون الأفضل على الساحة قبل الحرب الشرسة على قطاع غزة.

وصدم الرياضيون باستشهاد مدرب منتخب فلسطين الأولمبي الكابتن هاني المصدر، الذي كان يعد من المدربين البارعين وينتظره مستقبل باهر، لكن الصاروخ "الإسرائيلي" حرَم فلسطين من موهبة كبيرة في عالم التدريب. ولن تشهد الملاعب كذلك ظهور اللاعب المُخضرم محمد بركات، الذي توج بلقب هداف الدوري الممتاز أكثر من مرة، وحصل على العديد من البطولات والألقاب، ولعب لعدة أندية أبرزها شباب واتحاد خانيونس والشاطئ والأهلي، وكذلك لفريق الشعلة السعودي، والمنتخب الوطني لكرة القدم. وفقدت الملاعب الحكمين الدوليين هاني مسمح "ساحة" ومحمد خطاب "مساعد"، اللذان كانا من أفضل الحكام قبل الحرب، وشارك كل منهما في إدارة مباريات آسيوية، وكانت تسند لهما أقوى المباريات في غزة. الشاب الطموح بلال أبو سمعان مدرب المنتخب الوطني لألعاب القوى، الذي لطالما مثل فلسطين في عدة مسابقات دولية، ارتقى إلى ربه شهيدا بصاروخ غادر أطلقته طائرة إسرائيلية. وعلى صعيد لعبة كرة الطائرة، استشهد لاعبا المنتخب الوطني حسن أبو زعيتر و إبراهيم قصيعة، بالاضافة للمدرب والمحاضر وسام جادالله، كما فقدت الأسرة السلوية المدرب سعود الحلو. وباتت لعبة كرة الطاولة بلا رئيس بعد استشهاد محمد صلاح الدلو، وفقدت أحد أبرز لاعبيها على مدار التاريخ والمدرب المعروف حسين صبح.

وكان أخر الشهداء الرياضيين البطل الدولي في لعبة ثني الذراعين ديب حسين، الذي استشهد بمخيم البريج قبل أيام قليلة. أسماء وأعداد شهداء الحركة الرياضية الذين استشهدوا خلال الحرب، يحتاج لمساحة واسعة لسردهم، وعدد منهم من توفي على فراش المرض بسبب نقص الدواء والحصار المفروض على غزة. عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للشباب والرياضة قال: " لم يكن الرياضيون الفلسطينيون بمنأى عن الحرب الدموية "الإسرائيلية" التي يشنها الاحتلال الصهيوني الغاشم خلال عام كامل، حيث تمت ملاحقة وقتل الرياضيين واعتقالهم في السجون وتعذيبهم دون وجود رادع لكل ما يحصل". وأوضح هنية، أن الإحصائيات الأولية حسب اللجنة التي شكلها المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أكدت أن خسائر الحركة الرياضية حوالي 40 مليون دولار بعد تدمير المرافق الرياضية، من بينهم 40 ناديًا تم تدميرهم كليًا، و6 ملاعب كبرى وتاريخية، بالاضافة لأكثر من 6 صالات رياضية.

وكشف هنية النقاب، عن أن العمل جار على تجهيز ملف كامل لخسائر القطاع الرياضي، لتقديمها للجهات الدولية، مطالبا في ذات الوقت بضرورة وضع حد للعدوان المتواصل من قبل الجهات المسئولة. وأكد هنية أن استهداف الحركة الرياضية بكافة مكوناتها، كان بشكل مبرمج، لكن أن الإنسان الفلسطيني والرياضي على وجه الخصوص رغم ما يتعرض له من تحديات فقد أثبت قدرته على الصمود ولملمة جراحه لينهض من جديد. وطالب هنية، المجتمع الدولي وكل المؤسسات الرياضية الدولية إلى ضرورة التدخل ووقف العدوان الهمجي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومؤسسته الرياضية ورياضييه، وذلك بشكل مخالف لكل الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية الرياضية، حيث أن عدم فرض عقوبات على إسرائيل وطردها من عضوية المنظمات الدولية، جعلها تزيد من إجرامها بحق الشعب الفلسطيني. ووجّه هنية، الشكر للشعب الفلسطيني الصابر الصامد على أرضه، وللأسرة الرياضية على تكاتفها وتماسكها ومساندتها لبعضها في ظل الظروف الصعبة، متمنيا أن تزول الغمة عما قريب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]