صادف الأمس، يوم الذكرى الأولى لأحداث السابع من أكتوبر، التي أدت إلى اشتعال الحرب على غزة، والتي راح ضحيتها حتى الآن ما يزيد عن 41 ألف ضحية في غزة فقط،، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين. هذا بجانب آلاف الضحايا والجرحى في لبنان وفي الضفة الغربية ومناطق أخرى.
كما وكشفت مصادر إسرائيلية، إحصائية جديدة عن عدد القتلى والجرحى بعد مرور عام على الحرب،حيث كشف الجيش الاسرائيلي عن مقتل 726 جنديًا اسرائيليًا، 380 منهم قتلوا في السابع من أكتوبر و 346 منهم قتلوا في معارك غزة.
الحكومة الاسرائيلية أخفقت
وفي حديث لموقع بكرا مع المحامي علي حيدر قال: "لقد أخفقت الحكومة الإسرائيلية، على مدار عام، بتحقيق أي من الأهداف التي وضعتها لحربها ضد قطاع غزة (لم تعد المختطفين، ولم تقضي على حماس وعلى قدراتها العسكرية وقدرتها على حكم القطاع ولم تعد سكان الجنوب إلى بيوتهم)، مع أنها أحدثت دمارًا كبيرًا، ونفذت عمليات قتل وإبادة جماعية وتنكيل ونزوح تذكّر بسنة 48. وقد واصلت الحكومة أخطائها من خلال تصعيد عمليات القتال على الجبهة الشمالية".
ما هو الهدف بالعمليات ضد حزب الله؟
وأضاف: "رغم أن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات عينية في الفترة الأخيرة، وأبدى قدرات عملياتية واستخباراتية ضد حزب الله، إلا أنه من غير المعروف ما هو الهدف الاستراتيجي الذي تريد تحقيقه الحكومة الإسرائيلية: هل هو إضعاف حزب الله واستعادة قوة الردع؟ هل دحر حزب الله وقوته إلى ما بعد نهر الليطاني؟ هل الفصل بين العدوان على غزة والوضع في لبنان؟ هل تريد أن تجر المنطقة إلى حرب شاملة؟ هل تريد أن تستدرج إيران إلى حرب تشارك بها الولايات المتحدة؟ أم أن الهدف هو إطالة الحرب من أجل التنصل من إبرام صفقة وإنهاء الحرب في غزة والانتظار ما ستفرزه الانتخابات الأمريكية؟ أم تنوي، كما تطالب قوى يمينية متطرفة، بإعادة "الحزام الأمني" في الشمال أو حتى بناء مستوطنات كما ترغب بعض مركبات الحكومة. ورغم أن المجلس الوزاري المصغر أضاف مؤخرًا هدفا جديدا لأهداف الحرب وهو إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم كمبرر لتصعيد الحرب إلا أن أعادة السكان أصبحت أبعد وعلى العكس تماما تم توسيع مناطق الاشتباك وقواعد الاشتباك".
أهالي غزة هم من يعانون
وأكمل حيدر قائلًا: "صحيح أن هجوم السابع من تشرين الأول في العام السابق أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي والدولي، وخصوصًا على مستوى قطاعات من طلاب الجامعات وبعض شعوب العالم بعد أن كانت طي النسيان والتآمر، إلا أن أهالي غزة والذين عانوا وتكبدوا خسائر كبيرة بالممتلكات الخاصة والعامة والأرواح والتهجير والنزوح وخصوصًا الأطفال والنساء والشيوخ بقوا صامدين وثابتين رغم خذلان الدول العربية والإسلامية والدول الغربية والمؤسسات الدولية".
وحول نهاية الحرب ونتيجتها قال حيدر: "ومن الصعب التنبؤ متى ستنتهي هذه الحرب وماذا سيتمخض عنها، خاصًة أن هنالك أطراف مختلفة متداخلة في تطور الأحداث ليس على المستوى الداخلي فحسب وإنما على المستوى الإقليمي والدولي وماذا ستكون نتائج الانتخابات الامريكية، وكيف ستؤثر على سير الأحداث، وهل ستضرب إسرائيل إيران؟ وكيف سيكون ردها؟ وإلى أين ستتدحرج الأمور، فالأمور سائلة كما يقول عالم الاجتماع زيغمونت باومان. ولذلك أهم الأمور حاليًا هو وقف الحرب وتقليل معاناة السكان. بالإضافة إلى تشكيل قيادة فلسطينية موحدة ومتماسكة تعمل على مراجعة ما جرى وطرح مشروع فلسطيني وطني موحد، والعمل على تطبيقه، لكي لا تذهب التضحيات سدى، بل استثمارها من أجل التحرر".
اسرائيل ترفض حل الدولتين
وتابع: "إسرائيل ترفض حل الدولتين. بل على العكس الحكومة الحالية تريد تعزيز الاحتلال والاستيطان، كما أن الولايات المتحدة غير جدية وغير صادقة في تصريحاتها بحل الدولتين وهي تسير وتعمل بحسب إملاءات الحكومات الإسرائيلية والدول الأوروبية غير قادرة بالوضع الحالي بالضغط على إسرائيل.طبعا حل الدولة الواحدة هو الحل الأعدل والأفضل والأنسب لأنه يتعاطى مع القضايا المركزية في الصراع مثل، حق العودة والقدس وتعريف الدولة والحدود ووحدة الشعب الفلسطيني وما إلى ذلك، ومع ذلك لا أعتقد بأن هذا الحلم والطموح قابل للتحقق على المدى القريب نتيجة لأسباب عديدة، وبالأخص ازدياد الكراهية والخوف وانعدام الثقة وموازين القوى بين الأطراف والاستقطابات داخل كل واحد من الشعبين".
الثقة بالحكومة
وأنهى حديثه قائلًا: "بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فقد حصل تراجع كبير في ثقة الجمهور الإسرائيلي بكافة المؤسسات من حكومة وجيش وهنالك شعور كبير بعدم الأمان الشخصي، ورغبة لدى قطاعات واسعة بالهجرة، كما أن الوضع الاقتصادي تردى وليس هنالك أي أفق لحل يضمن إستقرار وهنالك استقطاب حاد وعميق داخل المجتمع الإسرائيلي، كما أن أسرائيل تعيش بحالة من العزلة الدولية وهناك تقييدات على السفر، هذه الأمور مجتمعة تزيد من عدم الثقة وعدم اليقين إلى أين تسير الدولة".
[email protected]
أضف تعليق