بعد النجاح الكبير الذي حققته الحملة الشعبية ضد التجويع في غزة بجمع المساعدات والتبرعات من مختلف بلدات المجتمع العربي، تم في الاسبوعين الأخيرين توزيع آلاف الرزم الغذائية لي قطاع غزة عبر أكثر منظمة وجمعية.
ولأن الحراك التزم بالشفافية منذ بداية الحملة وهذا ما عزز ثقة الناس بها، فإنه من المهم أن نوضح أن الرزم التي وزعت، هي جزء صغير من المواد التي جمعت، وما زالت معظم المواد موجودة في مخازننا، بعضها جاهز للشحن والبعض الآخر نقوم بتحضيره، ولكن المشكلة ليست هنا. قبل انطلاق الحملة، عقد الحراك اتفاقًا مع منظمة "أنيرا" العالمية والتي تنشط في غزة وفي الضفة ومناطق أخرى منذ عقود، وحتى ذلك الحين استطاعت المنظمة ادخال كميات كبيرة من المساعدات، ولكن تعليمات جديدة صدرت من الجيش الاسرائيلي وعلى ما يبدو من المستوى الحكومي، بداية شهر سبتمبر/أيلول، تعرقل وتمنع ادخال المساعدات عبر المنظمات الاغاثية العالمية، وما زالت. مثلًا في مطلع الشهر الماضي، وصلت لمنظمة "أنيرا" موافقة من الجيش الاسرائيلي لادخال عدد من الشاحنات، كان هذا في يوم الأحد على أن تدخل الشاحنات يوم الاثنين، في اليوم التالي وصلت الشاحنات الى المعبر الحدودي في كرم أبو سالم وتفاجئنا بأن الجيش تراجع عن قراره ورفض ادخالها فعادت الشاحنات ادراجها. هذه العراقيل والتقييدات المتعمدة، والتي أكدها البيان الذي أصدرته 15 منظمة عالمية انسانية الاسبوع الماضي وقالت فيه أن اسرائيل غيرت التعليمات التي كانت متبعة حتى بداية شهر سبتمبر، وتمنع الآن ادخال 83% من المساعدات الى غزة، ووجهت نداءً الى دول العالم والمنظمات الدولية لأن تضغط على الحكومة الاسرائيلي كي تتوقف عن هذه الممارسات. هذه التقييدات والعراقيل تضعنا في حالة من الغضب والاستياء الشديدين، لكن بلا استسلام أو يأس، لذلك نعمل منذ اسابيع على حل هذه الاشكالية عبر التواصل مع الجهات المسؤولة بشكل مباشر وعبر وسطاء دبلوماسيين.
وفي نفس الوقت، نستمر بالعمل طوال أيام الاسبوع على ايجاد حلول بديلة لايصال المساعدات الى الناس في غزة، وقد نجحنا في بعضها كما رأيتم في الصور وما زلنا نعمل.
حرص في الحفاظ على المساعدات
بالنسبة للمساعدات التي ما زالت في المخازن. لقد حرصنا من اليوم الأول بأن نضع المساعدات في أماكن محمية وباشرنا فورًا وعبر مئات المتطوعين لتنسيقها وترتيبها وتغليفها وفق المعايير، ولأننا كنا نعلم أن بعض الاجراءات قد تطول شددنا خلال الحملة بأن تقتصر المساعدات على أمور لا تتلف سريعًا. ورغم ذلك وصلت بعض المساعدات التي لم تكن ضمن القائمة التي أعلناها مسبقًا، ولأن المساعدات التي وصلت كانت كبيرة جدًا، وبعضها حتى لم نجمعه نحن، بل تم جلبه ووضعه بجانب المخازن التي استأجرناها، فإننا سنبدأ هذا الاسبوع بتوزيع قسم من هذه المساعدات لعائلات محتاجة في الضفة الغربية وسنوافيكم بالتفاصيل.
مهم لنا أن نتطرق لموضوع التبرعات المالية، معظم ما جمعته الحملة الشعبية ضد التجويع في غزة كان عبارة عن مساعدات من مواد غذائية وصحية، وقد تبرع قسم من الاشخاص بمبالغ مالية، وتم اصدار وصول فيها بشكل منظم وخصصت هذه المبالغ لتكاليف التخزين والشحن وهي كبيرة جدًا بسبب كمية المواد، علمًا بأن الحراك تكفل ببعضها أيضًا.
أهلنا في المجتمع العربي، نحن نثمن الثقة الكبيرة التي منحتمونا اياها عندما وصلتم بالالاف وقدمتم هذه التبرعات لغزة كجزء من واجب ابناء الشعب الواحد تجاه بعضهم البعض، ونؤكد لكم أن كل ما تبرعتم به وصل وسيصل الى الأهالي في غزة بشكل خاص وفي الضفة، وأن العراقيل التي تضعها الحكومة عمدًا لن تدفعنا الى الاستسلام والتوقف، سنستمر بالضغط والعمل على مختلف الأصعدة وطرق كل الأبواب محليًا وعالميًا من اجل ايصال المساعدات لغزة ومناهضة السياسات العنصرية التي تسعد لإفشال كل المساعي الانسانية لغزة، وسنبلغكم بكل التطورات، بالاضافة لنشاطاتنا المستمرة منذ شهور ضد استمرار هذه الحرب الوحشية وضد الاحتلال ومع السلام، نعم سلام، لأنه حيثما وجد النضال وجد الأمل.
[email protected]
أضف تعليق