قال المحلل السياسي د.مهند مصطفى ان نتنياهو بنى تصورًا استراتيجيًا بعد الانجازات التي حققها في لبنان، وهذا التصور الاستراتيجي كان انه سوف ينهي هذه الجبهة، من خلال القضاء على حزب الله، ومن ثم سوف ينتقل الى ضرب المشروع النووي الايراني، وهكذا كان يفكر نتنياهو، مضيفًا ان نشوة الانتصارات التي حققها في لبنان، جعلته يرفع من سقف اهداف هذه الحرب، من إعادة السكان النازحين الى الشمال، الى نزع سلاح حزب الله، وتفكيكه، نحو ضرب كل المحور الإيراني، وحتى ضرب المشروع النووي الإيراني، وعندها قد تجر الولايات المتحدة الى هذه الحرب، او حتى بدونها، لكن مع حماية امريكية.

يضيف: "هذا كان سقف نتنياهو في الأيام الأخيرة، لذلك عندما تحدث عن تغيير خارطة التحالف الاستراتيجي، هذا كان ذروة العنجهية التي وصل لها نتنياهو، بالإضافة الى انه لاحظ ان هذه الجبهة الشمالية التي كان متخوفًا منها، وكان آخر الشخصيات السياسية التي انضمت الى هذه الجبهة، بدأ يراها انها سوف تعوضه شخصيا عن خسارته وإخفاقه في غزة".

يتابع: "هذه الهجمات المتتالية وبالذات الهجوم الإيراني، والهجوم الإيراني لا تكمن اهميته في الهجوم العسكري، انما اهميته في القرار السياسي، والبعد الإستراتيجي، فهو عمليًا عمل على تحجيم جبهة لبنان من جبهة ذات طابع استراتيجي كما ارادها نتنياهو، الى جبهة في موقعها، الى جبهة عينية، والعملية التي قام بها حزب الله في الجنوب اللبناني ومقتل ثمانية جنود فهو عمل على تقزيمها مرة اخرى، اكثر مما يريدها نتنياهو، ولم تعد هناك جبهة تعوضه عن اخفاقه في غزة، بل اصبحت جبهة خطيرة قد تزيد من غرقه في هذه الجبهة اذا استمرت هذه العمليات في ضرب اسرائيل، وبالذات ضرب الجنود الإسرائيليين".

اول مواجهة على الأرض، خسرت اسرائيل ثمانية جنود اسرائيليين

وأكمل: "اهمية ما حدث بالنسبة للنفسية الإسرائيلية، حتى الآن اسرائيل ضربت حزب الله، من فوق، من الطائرات، واول مواجهة على الأرض، خسرت اسرائيل ثمانية جنود اسرائيليين، وهذا يُستدل كيف يُكسر حالة العنجهية والفوقية الإسرائيلية التي تعاملت في الأيام الاخيرة مع لبنان وحزب الله".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]