كشفت وسائل إعلام غربية عن الطريقة التي اخترقت فيها إسرائيل "حزب الله" استخباراتيا، وربطت ذلك بدور الحزب في الأزمة السورية التي ساند فيها التنظيم اللبناني الجيش السوري.
وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير نشرته يوم الجمعة: "نجا الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله من ثلاث محاولات اغتيال خلال حرب لبنان عام 2006، لكنه لم ينجو من الهجوم العنيف على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي، حيث قتل الى جانب عدد من القادة، أبرزهم قائد منطقة الجنوب علي كركي. فما الذي تغير في هذه الحرب عن الحرب السابقة؟".
وأشار مسؤولون رسميون سابقون وحاليون في حديثهم مع الصحيفة، إلى أن التغيير في الحرب الحالية عن الحرب السابقة ينبع من عمق وجودة الاستخبارات التي اعتمدت عليها إسرائيل، والتي ظهرت في اغتيال قائد أركان "حزب الله" فؤاد شكر في يوليو الماضي.
ووصف المسؤولون أن ذلك جزء من التغييرات بتوجه واسع بجهود الاستخبارات وراء "حزب الله" بعد حرب لبنان الثانية وبعد 18 عاما من نهايتها. وجمعت "الوحدة 8200" وجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كمية هائلة من المعلومات عن "حزب الله".
وأضافت "فايننشال تايمز" أن الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000، والذي كان بمثابة انتصار للحزب اللبناني، ترافق أيضا مع خسارة كبيرة في القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية عنه. وقالت الضابطة الإسرائيلية أيسن إنه "كتعويض عن ذلك، قامت الاستخبارات العسكرية -أمان- بتوسيع تصورها لحزب الله، بما يتجاوز الذراع العسكرية وحدها، إلى طموحاته السياسية وعلاقاته المتنامية مع إيران ونظام بشار الأسد في سوريا".
وقالت آيسن إن "الاستخبارات الإسرائيلية تعاملت مع حزب الله على مدار عقد كجيش إرهاب وليس كمنظمة عدائية مثل أسامة بن لادن في المغارة. لقد كان التغيير في التصور هو الذي أجبر إسرائيل على دراسة حزب الله عن كثب وعلى نطاق واسع مثل الجيش السوري، على سبيل المثال".
وتشير "فايننشال تايمز" إلى أنه "مع تزايد قوة حزب الله، بما في ذلك في عام 2012 عندما تم إرساله إلى سوريا لمساعدة النظام السوري في قمع الاحتجاجات، فقد أعطى ذلك لإسرائيل فرصة لاتخاذ خطوات خاصة بها. والذي انكشف أمامها كان صورة استخباراتية كثيفة: من هو المسؤول عن عمليات حزب الله، ومن الذي يتم ترقيته، ومن هو الفاسد، ومن الذي عاد لتوه من رحلة غير مبررة".
وأوضح المقال أنه "بينما اكتسب مقاتلو حزب الله خبرة قتالية في الحرب الدامية في سوريا، إلا أنهم وسعوا صفوفهم لمواكبة الصراع الذي طال أمده. وقد أعطى هذا التجنيد فرصة للمخابرات الإسرائيلية، التي نشرت عملاءها في الميدان أو بحثت عن منشقين محتملين".
وقالت راندا سليم، مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كانت سوريا بداية توسع حزب الله.. وهذا أضعف آليات الرقابة الداخلية وفتح المجال أمام تسلل واسع النطاق".
خلقت الأزمة السورية التي بدأت عام 2011، نبعا من البيانات أغلبها كان متاحا للعامة، ولصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخوارزمياتها.
"ملصقات الشهداء" لمقاتلي حزب الله الذين قُتلوا في سوريا كانت جزءا منها، نظرا لكونها مملوءة بتفاصيل صغيرة، بما في ذلك البلدة التي أتى منها المقاتل والمكان الذي قُتل فيه ودائرة أصدقائه الذين نشروا الخبر عن وفاته على مواقع التواصل الاجتماعي وكانت جنازاتهم منكشفة أيضا، حيث كان كبار القادة الذين كانوا في الظل يحضرون في بعض الأحيان، حتى ولو لفترة قصيرة.
وبحسب الصحيفة، قال سياسي لبناني كبير سابق في بيروت إن "تسلل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية إلى حزب الله هو ثمن دعمهم لدمشق"، وأضاف: "كان عليهم أن يكشفوا أنفسهم في سوريا، حيث اضطرت المجموعة السرية فجأة إلى الحفاظ على اتصال وتبادل المعلومات مع أجهزة المخابرات الدولية العاملة في سوريا|.
وقال يزيد صايغ، وهو باحث في مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط: "لقد تحولوا من أشخاص منضبطين ومتشددين للغاية إلى أشخاص (عندما دافعوا عن الحكومة السورية) ضموا عددا أكبر بكثير مما يحتاجون إليه".
[email protected]
أضف تعليق