حول تبعات اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال الصحافي "تسفي بارئيل"، إن تدمير حزب الله لم يكن واحدًا من أهداف الحرب، ولا حتى تدمير كل ما يملك من احتياطي الصواريخ والطائرات المسيَّرة، مضيفًا ان إسرائيل تتمتع أيضًا، بقدرٍ كافٍ من الواقعية كي لا تطلب إنهاء سيطرة حزب الله على المنظومات المدنية في لبنان، وقطعه عن قنوات التمويل المتفرعة التي تتوفر لديه ـ والتي يتغذى بعضها من ميزانية الحكومة اللبنانية ـ أو ترحيل قادته إلى خارج الدولة.
وأشار الى أن النتيجة هي، أنه حتى بعد إلحاق الأضرار الجسيمة باحتياطي الصواريخ، وحتى بعد استعراضات الاغتيالات الدقيقة جدًا، والأقل دقة، ضد القيادة العسكرية العليا في التنظيم ـ وحتى لو حققت إسرائيل رغبتها في إبعاد قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني ـ إلا أنها سوف تكون مضطرة في نهاية المطاف إلى عقد تسوية رسمية مع الحكومة اللبنانية.
وتابع: "على خلفية "الإنجازات العسكرية العظيمة" في لبنان، والتي أصبحت تشيع منذ الآن حالة من النشوة الخطيرة، فإنّ أي اقتراح لتسوية سياسية يبدو غير واقعي الآن ويمسّ بالعزّة القومية، وخاصة حرية العمل التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي من أجل "القضاء على التهديد".
ولفت الى انه خلال أشهر الحرب كلها، وحتى اندلاع المعارك في الأيام الأخيرة، كانت إسرائيل هي التي أعلنت أنها مستعدة للسعي نحو حل دبلوماسي يمنع اندلاع الحرب. وفعليًا، كانت إسرائيل ترغب في أن يقطع حزب الله الصلة التي أقامها بين لبنان وقطاع غزة وأن يعود إلى المبادئ الأساسية في القرار رقم 1701، بما في ذلك الإقرار بأن يسحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني وبأن تتسلم قوات دولية والجيش اللبناني السيطرة على المنطقة الممتدة من الليطاني حتى الحدود مع إسرائيل. صحيح أن القرار ينص أيضًا على نزع سلاح حزب الله، إلا أن هذا الأمر قد أصبح مع مرور السنين مجرد حبر على ورق، مجرد بند نظري حتى إسرائيل نفسها لم تعُد تُطالب بتنفيذه.
العالَم سيكون أقل صبرًا وتسامحًا بشأن لبنان
وخلص في القول الى انه في هذه المرحلة، التي تُقدّر فيها إسرائيل أنها نجحت في توجيه ضربة استراتيجية لحزب الله وتحويل حسن نصر الله إلى "الرجل الذي بقي وحيدًا في لبنان"، يتعين عليها المبادرة إلى تسوية "اليوم التالي". لأنّ دعاة "الحرب الشاملة" وأولئك الذين يحلمون باستعادة وتجديد عهد "الحزام الأمني" واحتلال جنوب لبنان، كما قمنا باحتلال قطاع غزة، أصبح من المفترض بهم أن يعلموا أن الشرعية الدولية، التي لا تزال إسرائيل تتمتع بها، هي قصيرة الأمد. وخلافًا لما كان في قطاع غزة، من المتوقع أن يكون العالَم أقل صبرًا وتسامحًا بشأن لبنان.
[email protected]
أضف تعليق