حول الأوضاع الراهنة، والتصعيد والتوتر الذي تشهده المنطقة، والحروب المستمرة جون توقف، قال الشيخ صفوت فريج - رئيس الحركة الإسلامية:
"نشهد اليوم كيف يدفع الحقد بعض أصحابه للتنكيل وردّ الصاع أضعافًا على أسارى مصابين لا حول لهم ولا قوّة، لندرك عمق الفجوة بين القيم السامية وما نراه من أفعالٍ لا تمتّ للإنسانيّة بصلة".
وأضاف: "هذا وغيره كثير من المواقف الإنسانيّة الرحمانيّة الّتي تتجلّى في مقاصد الدين الحنيف، ومنها "حفظ النفس". لهذا كان رسولنا أحرص ما يكون على فتح مجال الحوار وأبواب السلم ما دامت الإمكانيّات متاحة، في حين نرى اليوم -كما الأمس وقبل الأمس- أيديولوجيّات حريصة على الاندفاع نحو الحرب كخيارٍ أوّل، يتردّدون ويتباطؤون في اللجوء إلى الحلول السلميّة، ويخلقون ألف ذريعة وذريعة كي تبقى نار الحرب والعداوة والكراهية مستعرة، "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ". كلّما، وتفيد التكرار والإصرار".
وتابع: "لا شكّ أنّ الحروب والصراعات كانت وستبقى جزءًا من التاريخ البشري، الماضي والحاضر والآتي. يبقى الفرق في الرؤى والأفكار الداعية لتأجيج هذه الصراعات، مقابل من يقدّم رؤية أخرى متكاملة ومغايرة، تسعى لتذليل التحدّيات والصعوبات، وتدعو بوضوح للتفاهم والتسامح والتمسّك بقيم السلام، يقول تعالى: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}، والجنوح بمعنى الميل، أي يكفي أن يميل العدو نحو السلم وترك القتال، ليكون عليك أن تجنح لها أيضًا. لكن ماذا لو كان هذا الميل خديعة ومكيدة؟ يجيب قرآننا بوضوح: {وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}".
الحروب تخلّف أرامل وأيتامًا
وأوضح: "وحتّى لو تجاوزنا الميزان الشرعي، ونظرنا للأمور بمقاييس الربح والخسارة، تبقى الحروب بطبيعتها جالبة للدمار والخراب، هي نار لا تبقي ولا تذر، تخلّف أرامل وأيتامًا، وتأتي على الأخضر قبل اليابس، وتعصف بأمن الأفراد والمجتمعات. في المقابل، حين نستثمر السلام بشكل صحيح لا شكّ أنّه يجلب الخير والرخاء للجميع. من الّذي يربح في الحرب؟ لا أحد. من الّذي يكسب من السلام؟ أهل السلام جميعًا".
[email protected]
أضف تعليق