أكد المحلل السياسي الأردني، د. جمال الشلبي، أن الملك عبد الله الثاني حاول في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن ينقل صورة واضحة عن الصراع في الشرق الأوسط، خاصة الحرب الدائرة في غزة، التي أوشكت على دخول عامها الأول.
وأوضح الشلبي لموقع بكرا أن الملك أبرز حجم المعاناة الشديدة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، وفضح الأساليب الوحشية التي تمارسها إسرائيل فيما أسماه "حرب الإبادة" التي تجاوزت جميع الخطوط الحمراء.
وأشار الشلبي إلى أن الملك عبد الله أشار بشكل غير مباشر إلى دور الولايات المتحدة في توفير "حصانة" لإسرائيل، منتقدًا المعايير المزدوجة التي تمنح بعض الدول حقوقًا وامتيازات تتجاوز القانون الدولي.
وفيما يتعلق بحرب غزة، قال الشلبي "إن الملك كان واضحًا وصريحًا في رفضه لهذه الحرب، التي نتجت عن أحداث طوفان الأقصى"، مشيرًا إلى أنها مدانة عالميًا وأردنيًا، لكنه أكد في الوقت نفسه أن ذلك لا يبرر الوحشية الإسرائيلية التي تتسبب في قتل الأطفال والنساء. مبرزا أن الملك كشف عن الأعداد الكبيرة للشهداء في غزة، الذين تجاوز عددهم 42 ألفًا، بالإضافة إلى 700 شهيد في الضفة الغربية، من بينهم 160 طفلًا.
شرعية الأمم المتحدة
وأضاف الشلبي أن الملك سلط الضوء على الأزمة التي تعصف بشرعية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنها تواجه هجومًا فعليًا ومعنويًا، وأن هذا الهجوم يسهم في تراجع الثقة بقدرتها على تحقيق العدالة الدولية.
وأوضح أن الملك ركز على أن بعض الدول تتجاوز القانون الدولي، لكنه لم يفصح بشكل مباشر عن تلك الدول، مما يعكس تشكيكًا في الدور الضعيف للأمم المتحدة حاليًا.
وأشار الشلبي إلى أن الملك رفع صوته بشكل غير معتاد، مما يعكس غضبه الواضح، حيث أكد أنه لا يمكن القبول بالعدالة الدولية التي تخضع للقوة والانتقائية فوق حقوق الإنسان. كما أشار إلى التصفيق المتكرر الذي حصل عليه الملك خلال خطابه، وخاصة عندما دعا إلى حماية الشعب الفلسطيني، محذرًا من خطر المتطرفين ودورهم في دفع المنطقة نحو حرب شاملة.
وأكد الشلبي أن الملك كان حاسمًا في موقفه الرافض لما يسمى "الوطن البديل"، مشددًا على أن هذا الحل لن يتم على حساب الأردن. موضحا أن الملك استخدم كلمات غير معتادة في خطابه، مما يعكس استشعاره للخطر الذي يشكله الاحتلال الإسرائيلي على الأردن والمنطقة.
مسؤولية المجتمع الدوليّ
وفي ختام تحليله، أشار الشلبي إلى أن الملك حمل المجتمع الدولي وقياداته مسؤولية إنهاء الحرب وعودة الرهائن إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن الملك دعا المجتمع الدولي إلى دعم الأردن في دوره كـ"بوابة للمساعدات الإنسانية" بعيدًا عن أن يكون أداة حرب بيد إسرائيل.
وأكد الشلبي أن الملك أشار إلى الفشل السياسي العالمي في وقف الحرب على غزة، مما يضع تحديًا أمام المجتمع الدولي للتحرك الفوري.
[email protected]
أضف تعليق