اهدتني الصديقة الكاتبة أسماء الياس ابنة قرية البعنة في الجليل مجموعتها القصصية الجديدة ولد الأمل
الصادرة عام 2024 والواقعة في277 صفحات من الحجم المتوسط، وضمّت بين طياتها 34 قصة قصيرة تطرح قضايا مجتمعية باختلافاتها وتنوعاتها، وصمم غلافها الفنان التشكيليّ محمد مناصرة
وليس سرا اننا نقف امام كاتبة جميلة انسان للإنسان ترفض الظلم بأشكاله المتعددة والمتنوعة لهذا لم تتردد ابدا الناقدة والشاعرة والاديبة والإعلامية الصديقة شوقية عروق منصور في كتابة مقدمة لهذه المجموعة واهم ما جاء في مقدمتها
من يقرأ للكاتبة الفلسطينية أسماء الياس يشعر ان من خلال كلماتها المثقلة بالوجع والرحيل والغياب والرجاء وسحر اللقاء استطاعت ان تبني جمهورية خاصة بها . اذ تركت صديقتي الكاتبة في الذاكرة قصصًا تضبط ساعات حبرها على الوجع الفلسطيني كما وكتب الشاعر الفلسطيني ابن غزة غسان جرادات مقدمة مؤثّرة ، أهم ما جاء فيها: سيولد الامل الذي ابتغيته ويبعث نورًا يملأ الفضاء كلنا نحلم بولادته فانت جسدت ما رأيته على الورق أسماء ميلاد هذا الامل الذ لا بد ان ندفع جميعا بتحقيقه ليعم السلام الأرض وتنتهي حالة الحرب والتفكك الاجتماعي ونحيا سويًّا حياة الشرفاء لا حياة المشرَّدين التعساء
اما الفنان والشاعر يوسف أبو خيط فقد كتب:
الكاتبة أسماء الياس الملتزمة بالحبّ والسلام وهي أيقونة الحبّ والسلام في الآونة الأخيرة كانت تتألم بشدة لما تسمعه وتراه من قتل وتدمير في هذه الحرب الذي يباد به شعب بأكمله ومن خلال تراكم هذا الألم في نفسها ، قررت ان تكتب عن آلام الناس وعن الحاجة الماسّة للسلام فدوَّنت معاناتهم وامورًأ أخرى كدور المرأة في المجتمع وحقوق المرأة
اما الشاعر علي التيتي فكتب كنت من الذين شجعوها لكتابة القصة وها هي تبحر في القصة وتخرج الدرر من اعماقها وحسّها وفكرها الإنساني لتقص لنا قيمة الانسان في زمن الصمت والازدواجية بالمعايير في دائرة او بقعة تحرقها وتدمرها آلة الحرب
ان أسماء قد وفقت في اختيار عنوان المجموعة " ولد الأمل " فنزف حبرها ينقل لنا قصص الحرب والظلم والدمار من خلال نشرات الاخبار لتكتب حكايات إنسانية من الدرجة الأولى، لأنها سئمت المجازر والذلّ والظلم والهوان، وتمسكت بالأمل ، فدون الامل لا حياة او انتصار ، والنصر نصيب كلّ من يتمسك بالإيمان والأمل والشجاعة والحياة
فكما نرى في نهاية قصة "ولد الامل" ان بعد مرور سنة على انتهاء الحرب خرجت نكبة باسم جديد على الموت عولجت عند اكبر الاختصاصيين بالعظم وركب لها رجلا اصطناعية اما يدها فعادت لها الحياة وفي نهاية قصة لا بد ان يأتي السلام وهي تقول لا تيأس يا وحيد ما دامت النساء يلدن سيأتي الجيل الذي سوف يحرّر عالمنا من النفاق ويزدهر ويعم السلام شرق اوسطنا والعالم أجمع.
قصص أسماء في مجموعتها ” ولد الامل ” تمزج بين الهمّ الاجتماعي الإنساني والوطني، وتعكس لسعات الواقع وهموم المجتمع والناس ، وظلم المجتمع الذكوريّ للمرأة وقساوة الحرب والاضطهاد وتعري الواقع وتكشف تناقضاته الاجتماعية، وترسم الصورة القاسية. وتمزجها بالأمل ، وهي قصص واقعية مستمدة ومستوحاة ومستلهمة من واقع الاحداث الأخيرة ، وذات مضامين وأبعاد اجتماعية واضحة، تركّز على المكان، وتحاكي الواقع والحياة، و أخيرًا قدّمت أسماء قصصًا واقعية رائعة، بلغة جميلة وصور أجمل، لغة بسيطة قريبة من الذوق الشعبيّ.
[email protected]
أضف تعليق