حاور موقع بكرا د.ميخائيل ميلشطن - باحث بارز في مركز "ديان" في جامعة تل ابيب، حول تبعات التصعيد بين اسرائيل وحزب الله.
وقال خلال حديثه مع موقع بكرا: "لا شك أن نصر الله موجود في أصعب مرحلة وأكثر أزمة حادة منذ تأسيس حزب الله. هو بين المطرقة والسندان، من جهة هناك رغبة حقيقية في الانتقام وطبعًا السعي لاستعادة الصورة المتضررة للمنظمة بعد أحداث البيبرات واغتيال فؤاد شكر وإبراهيم عقيل. ومن جهة أخرى، المنظمة تعاني كثيرًا، وتعلم أن إسرائيل في حالة تأهب شديد، والإيرانيون مترددون في استهداف أي أداة تهدف إلى حماية طهران من الهجمات الإسرائيلية، وهناك ضغط كبير من الساحة اللبنانية."
وأضاف: "أقدر أن رد فعل نصر الله في ظل كل الضغوط الثقيلة سيتوزع إلى ثلاثة جوانب: أولاً، استمرار "الحرب الروتينية" كما كانت تسير خلال العام الماضي، والتي تركزت بشكل أساسي على استهداف البلدات في الشمال، وهو الوضع المثالي من وجهة نظر نصر الله؛ ثانيًا، توسيع الخطوة التي بدأها منذ الليلة الماضية، مما يعني توسيع نطاق الصواريخ، وربما سيحاول أيضًا تنفيذ ضربة أخرى على جبهة ليست لبنان (ربما خارج البلاد)، وثالثًا، "الانتقام الكبير"، الذي لا يزال غير مطروح حاليًا، والذي يهدف إلى الرد على كل الضغوط التي تعرض لها حزب الله خلال السنة الماضية".
نصر الله يرغب في العودة إلى "المعادلة القديمة" المتعلقة بالصواريخ
وأوضح كذلك: "يبدو أنه على الأقل في الوقت الحالي، نصر الله يرغب في العودة إلى "المعادلة القديمة" المتعلقة بالصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، وعمليات الاغتيال هنا وهناك، لكنه لا يريد تصعيد الأمر إلى مستوى حرب واسعة. في الوقت نفسه، من الواضح أنه يريد إنهاء الصراع الحالي بأسرع ما يمكن، حيث بدأ يصبح خطرًا كبيرًا عليه. لا يمكنه المضي قدمًا نحو التسوية دون خطوة مماثلة في غزة، التي كانت السبب وراء انطلاقه في هذه الحملة. قد يضغط حزب الله، وربما حتى الإيرانيون، على حماس للتقدم بسرعة نحو التسوية. على أي حال، أشك كثيرًا في أن نصر الله سيوافق على المضي قدمًا في التسوية، خاصة تلك التي تشمل تنفيذ قرار 1701، دون أن تكون هناك تسوية أولاً في غزة".
وأكمل: "إسرائيل، من جهة أخرى، تواجه أيضًا معضلة حادة. لديها العديد من النجاحات العسكرية المثيرة للإعجاب، لكنها لا تُترجم إلى إنجاز دراماتيكي، وذلك أساسًا بسبب عدم وجود استراتيجية منظمة، لا في غزة ولا في الشمال. نتيجة لذلك، تزداد إسرائيل انجرارًا نحو استنزاف بلا حدود وبدون رؤية واضحة".
[email protected]
أضف تعليق