وصف الكاتب والباحث السياسي والأسير السابق، محمد القيق عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله في لبنان، بأنها استعراض أمني إعلامي معنوي تحاول من خلاله "إسرائيل" استعادة الردع الأمني والهيبة المفقودة.

وقال القيق "هذه الجريمة كان مسرحها مدنيين ومؤسسات وأسواقاً وأطفالا، ولا يمكن تصويرها أنها ضربة قصمت ظهر المقاومة اللبنانية، خاصة أن بعض وسائل الإعلام الموجهة أمريكيا حاولت تصوير "إسرائيل" بالأخطبوط الأمني وقوة الردع. وبين أن محاولة تصوير جريمة تفجير الأجهزة بأنها ضربة قاصمة، تسعى "إسرائيل" من خلالها إلى محاول ترميم الصورة التي كسرتها غزة، وهذا لن يجدي لأن صورة 7 أكتوبر والفشل الأمني والعسكري والمعنوي ما زال يملأ ذاكرة التاريخ.

وتابع القيق في حديث لوكالة شهاب، هذه مواجهة مفتوحة فيها صراع أدمغة بين الهدهد والمسيّرات والاستخبارات ومحاولات الاغتيال والاختراقات، إلا أنها لن تغير المشهد الرئيسي بقدر ما أنها تسجيل نقاط في سجل المواجهة. وأردف القيق، ⁠جريمة أجهزة الاتصال هي ذاتها جريمة شاحنات المساعدات، وذاتها مجزرة النصيرات، والتي تهدف اسرائيل فيها لضرب الحاضنة الشعبية من خلال حديثه أن أفراد حزب الله بين الناس، وهذا ربط ذهني يحاولون تمريره لتبرير الجريمة، وتصنف مجزرة كبيرة على أنها عملية أمنية معقدة.

وقال القيق إن "اليد الطويلة" التي أطلقتها "إسرائيل" على عملية مهاجمتها ميناء الحديدة ردا على مسيّرة تل أبيب؛ قطعها اليمن بصاروخ فرط صوتي مطور لتل أبيب، وبالتالي تأكدت "إسرائيل" أن الردع انتهى، وأنها تمتلك التدمير والإجرام ولا تمتلك الانتصار والخطط العسكرية وهزيمة الخصم، ولذلك جاءت جريمة التفجير في لبنان إثباتاً لعقلية التدمير وليس الجيش الواثق بخطط أمنية. وختم القيق حديثه، رغم أن جريمة أجهزة الاتصال إلا أن الساعة ما زالت بتوقيت المقاومة، والاستنزاف مستنقع تغرق فيه "إسرائيل" يوما بعد يوم.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]