هز لبنان يوم أمس الثلاثاء انفجار أجهزة تلقي الرسائل "البيجر" التي يحملها عناصر "حزب الله"، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية إن أعدادا كبيرة توافدت على المستشفيات جراء تفجير أجهزة اتصال بيجر المحمولة بسبب اختراق بواسطة تقنية لاسلكية عالية.
ووصل عدد قتلى انفجارات أجهزة الاتصال إلى 11، فيما وصل عدد المصابين إلى 4000 منهم 400 في حالة حرجة، بحسب ما أعلن مستشار لوزير الصحة اللبناني لوكالة رويترز.
صبر اسرائيل بدأ ينفذ
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي دان بيري قال: "فضيحة أجهزة النداء المتفجرة تسلط الضوء على التفوق التكنولوجي لإسرائيل، ولكن هذا الانتصار، بالمقارنة مع غباء الحكومة بشكل عام، يبرز مشكلة أكبر: الجبهة اللبنانية كانت تدار بشكل سيء منذ البداية. لأكثر من عام، كانت حزب الله تزيد من استفزازاتها بشكل مستمر — بإطلاق صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة على شمال إسرائيل، مما أدى إلى فرار الآلاف من السكان. هذا الهجوم الأخير، الذي من المحتمل أنه كان بمثابة تحذير، يظهر أن صبر إسرائيل بدأ ينفد.
على الرغم من التفوق العسكري لإسرائيل، إلا أن التعامل مع أنشطة حزب الله كان تفاعليًا أكثر من كونه استراتيجيًا. كان ينبغي عدم السماح بتدهور الحدود الشمالية إلى هذه النقطة، حيث يكون المدنيون باستمرار تحت التهديد، والتصعيد يبدو وشيكًا.
جنوب لبنان واسرائيل
نظرًا لأنه من الواضح أن نتنياهو ليس في عجلة من أمره لإنهاء حرب غزة بصفقة حول الرهائن، يبدو أن استفزازات حزب الله ستستمر. أعتقد أن إسرائيل ستضطر في النهاية إلى احتلال أجزاء من جنوب لبنان مرة أخرى، كما فعلت قبل عام 2000. هذه المرة قد تقوم بإخلاء السكان المدنيين ثم تحاول إنشاء منطقة خالية من حزب الله حتى نهر الليطاني، لتسلمها في النهاية — تحت حكومة إسرائيلية أكثر ذكاء تعرف كيف تتعاون مع العالم — إلى جيش لبناني معاد تشكيله أو قوة دولية.
ادانة دولية
سيكون التدخل في لبنان بالطبع خطوة مكلفة وخطيرة، تنطوي على خطر الإدانة الدولية وسحب إسرائيل إلى صراع طويل الأمد. ومع ذلك، فإن البديل — الاستمرار في عدم اتخاذ أي إجراء — سيترك البلاد عرضة لهجمات أخرى، مع عواقب أكثر تدميرًا إذا تدخلت إيران.
وفي هذه الأثناء، فإن المناورات السياسية لرئيس الوزراء نتنياهو، بما في ذلك احتمالية إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، تزيد من تعقيد الوضع. بدلاً من التركيز على الاستعدادات العسكرية والاستراتيجية، يبدو أن نتنياهو يهتم أكثر بتعزيز سلطته السياسية، مما يضعف دفاع إسرائيل في وقت تكون فيه القيادة القوية أكثر ما تحتاجه. إنه، في الأساس، جنون".
[email protected]
أضف تعليق