هز لبنان يوم أمس الثلاثاء انفجار أجهزة تلقي الرسائل "البيجر" التي يحملها عناصر "حزب الله"، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية إن أعدادا كبيرة توافدت على المستشفيات جراء تفجير أجهزة اتصال بيجر المحمولة بسبب اختراق بواسطة تقنية لاسلكية عالية.
ووصل عدد قتلى انفجارات أجهزة الاتصال إلى 11، فيما وصل عدد المصابين إلى 4000 منهم 400 في حالة حرجة، بحسب ما أعلن مستشار لوزير الصحة اللبناني وقد تكررت التفجيرات الاربعاء بجاهزة ووكي توكي وتسببت بمقتل 14 لبنانيا واصابة المئات
كي وعي موجع
وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل السياسي أمير مخول قال: "دلالات كثيرة لعملية تفجير أجهزة الاتصال. تشكل العملية كيّ وعيٍ موجع لحزب الله ولبنان كدولة، وتسعى إسرائيل لأن يكون رادعا لدرجة تغير ميزان الردع القائم، وأن يزرع الشك والتشكيك في داخل صفوف الحزب ويدق الأسافين بينه وبين معظم اللبنانيين".
وأضاف: "تذكّر العملية المتزامنة على بقعة جغرافية واسعة في العاصمة اللبنانية وضاحيتها وفي سوريا، بعملية في استهداف اجهزة الطرد المركزي في المفاعلات الايرانية لتخصيب اليورانيوم، بحيث تم الوصول الى احد مصانع الشرائح ذات الصلة بالأجهزة وزرعت فيها اجهزة التخريب خارج إيران ثم تم تفعيلها بعد ان تم تركيبها في المفاعل الايراني".
الحرب واقعة لا بد منها
وتابع قائلًا: "تعد اسرائيل العدة للحرب على الجبهة الشمالية منذ سنوات، وفعليا منذ نهاية حرب لبنان الثانية 2006، الفرضية الإسرائيلية هي أن الحرب مع حزب الله واقعة ولا بد منها، وذلك لتغيير الواقع الأمني والسكاني الاسرائيلي في الشمال، وقد تقع خلال اسابيع او أشهر وقد يجري استعجالها في حال كانت التقديرات بأنها حرب طويلة الامد، وذلك كي لا تدخل فصل الأمطار في الشتاء مما يعقد الاجتياح البري المخطط له في حال تم اعتماده.وستشكل العملية "صورة انتصار" اسرائيلية كبيرة الأثر وحصريا لدى رئيس وزرائها نتنياهو. والى حين اتضاح الصورة بالإمكان الإشارة الى الدلالات التالية:
• اعتمدت إسرائيل مبدأ تدفيع الثمن لحزب الله ولمجمل الدولة والشعب في لبنان، وذلك بتأكيد نمط فعل حربي مفاده انها لن تفرق في حربها بين عناصر حزب الله ومعظم الشعب اللبناني بل تستهدف الجميع.
• في مواقف نسبت إلى مستشارين كبار لنتنياهو فلن يكون من المستبعد قيام إسرائيل بالمبادرة إلى ضربة استباقية مكثفة لحزب الله وللبنان تكون رادعة لأية ردة فعل وفعليا في مسعى لتغيير جوهري في قواعد اللعبة و معادلات الردع. كما ان رسالة التهدئة من الجبهة الداخلية قد تكون مضللة في سياق الواقع الاكثر توترا وتصعيدا.
• داخليا وسياسيا في اسرائيل فإن التفجيرات قد خلقت نوعا من الإجماع القومي حول حكومة نتنياهو في خطوتها هذه، كما غيّبت الصراعات في الحكومة وحصريا بين وزير الحرب ورئيس الحكومة.
• لا مؤشرات بأن الواقع الاستراتيجي قد تغير، ولا يزال ميزان الردع والرعب قائما بأدوات أخرى وبمعايير تصاعدية.
• يبدو ان إسرائيل توصلت إلى التقدير بأن قدرتها على تحقيق انتصار استراتيجي والتفوق بالأدوات التقليدية باتت محدودة للغاية، بل لجأت الى نمط مصغر من اسلحة الدمار الشامل او الاستهداف الجماعي للبنان. وقد تشكل هذه العملية بديلا آنيا لحرب دمار شامل لا تملك إسرائيل القدرة على ضمان نتائجها".
[email protected]
أضف تعليق