فجأة شهدت "حرب الاستنزاف" بين إسرائيل "حزب الله" تطوراً نوعياً مفاجئاً وغير متوقع، إذ انفجرت مئات أجهزة الاتصال من نوع "البيجر" التي يستخدمها أعضاء الميليشيا، وبتوقيت متزامن، لم يقتصر على لبنان بل امتد إلى أفراد الحزب داخل سوريا.

حتى الآن ما زالت تفاصيل ما جرى غير معروفة بدقة، حتى أن إسرائيل لم تتبن المسؤولية بشكل واضح، بل إنها سارعت لنفي ما نشره توباز لوك، المستشار المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين قال إن إسرائيل كانت وراء تفجير الأجهزة اللاسلكية، وهو ما جعل المستشار يحذف تدوينة كان نشرها عبر حسابه في منصة "إكس"، بعد دقائق على نشرها.

كيف استطاعت إسرائيل أن تنفذ ذلك الهجوم؟

ما توافر من معلومات حتى الآن يقول إن الأجهزة المنفجرة، هي من ضمن شحنة حديثة زود بها الحزب أفراده، وأنها تعمل على بطاريات "ليثيوم".

يقول خبراء عسكريون إن إسرائيل قد تكون اخترقت الموجة التي تعمل عليها أجهزة الاتصالات اللاسلكية المحمولة التي انفجرت، والاختراق أدى إلى زيادة سخونة تلك البطاريات ما أدى إلى انفجارها.

حتى الآن لا يبدو أن ثمة خسائر بشرية كبيرة، إذ أعلن الحزب مقتل طفلة، بينما نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية أن أحد أفراد الحزب قتل.

"أكبر اختراق أمني" هكذا وصف مسؤول في الميليشيا ما جرى، والواقع أن ذلك الاختراق يعد تحدياً كبيرا أمام الميليشيا التي تحرص ومنذ سنوات على مواجهة الاختراق الإسرائيلي، باللجوء إلى استخدام وسائل اتصال غير متطورة، بحيث لا تتمكن إسرائيل من اختراق شبكة الاتصال التي سبق للحزب أن وصفها بأنها أهم الأسلحة لديه، وكاد أن يشعل حرباً داخلية في لبنان بسببها، بعدما طالبت قوى لبنانية بوضع يد الدولة على شبكة الاتصال الأرضية الخاصة بالميليشيا.

الاختراق الإسرائيلي الجديد، يأتي وسط تلويح بحرب "شاملة" ترى إسرائيل أن الوقت صار مناسباً لبدئها، رغم كل التحذيرات الدولية وخاصة الأمريكية، رغم أن واشنطن ومنذ بدء الحرب في غزة أرسلت حاملات طائرات إلى المنطقة، في رسالة واضحة إلى أن أي تدخل في الحرب سيجعلها تتوسع أكثر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]