قال الدكتور عبد الوهاب القصاب زميل المركز العربي واشنطن العاصمة لموقع بكرا " جرت ليلة الأمس في الولايات المتحدة الأمريكية جولة السجال الانتخابي الاولى والوحيدة بين المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس".

واشار الى ان الاختلاف بين المرشحين واضح كل الوضوح بكل شيء في المنحدر وفي الثقافة وفي المثل والقيم التي يؤمن بها كلاهما. وقال د. القصاب " رغم انهما كلاهما ابنا مهاجرين، إلا ان ترامب مهاجر من أصول ألمانية من ناحية الأب و اسكتلندي من ناحية الأم لذلك تراه اخذ من الألمان تصميمه وعزمه وربما عدوانيته، بنفس الوقت الذي أخذ عن الاسكتلنديين عزمهم وعنادهم، نرى ان كامالا هاريس رغم انها هي الأخرى ابنة مهاجرين الا انها ابنة مختلطة الدماء فأبوها من أصول إفريقية وهو مسيحي العقيدة وامها من أصول هندية هندوسية "

حياة الطفولة

وتابع " هذا بالطبع جعل ترامب يعيش طفولته بشكل مغاير لما عاشته و عانته كامالا هاريس و هو أمر تصر كامالا هاريس على الجهر به وبيانه، بيان حالة الفقر والعوز الذي عاشتهما في طفولتها ويفاعتها، وهو أمر ساعد في بناء شخصيتها وزيادة عزمها و بناء شخصيتها العزومة وهو ما كان ظاهرا في السجال الذي جرى بالأمس بينها وبين المرشح الجمهوري الرئيس السابق ترامب الذي هزمه ثنائي بايدن هاريس في الانتخابات نوفمبر ٢٠٢٠ وهو كان الرئيس في حينه الأمر الذي خلق في نفسه رغبة كبيرة بالانتقام لكرامته المهدورة ( كما يظن) التي سببها " سرقة نصره المزعوم " في تلك الانتخابات لذلك لا تمر مناسبة إلا واتى على ذكر بايدن تبكيتاً له والحط من قدره، ولم تكن جولة السجال هذه استثناءً فقد اتى ترامب من على ذكر بايدن عدد من المرات بحيث انبرت له كاميل هاريس مرة وقالت له ؛ انك تخوض هذه الانتخابات ضدي أنا وليس ضد بايدن". ولا يمكن التحدث عن منتصر ومهزوم في هذا السجال ولكن يمكن إبراز بعض السمات الرئيسة من هذا السجال.

هل كوادر الحزب الجمهوري كانت متوافقة على ترشيح دونالد؟

وطرح د. قصاب في حديثه سؤالا مهما مفاده هل ان كوادر الحزب الجمهوري كانت متوافقة على ترشيح دونالد، والجواب كلا ولعل الأوفق للحزب الجمهوري ان يختار له مرشحا قويا يمكن ان يمثل اهدافه بعيدا عن دونالد ترامب المثير للجدل، كما كان على الحزب الديمقراطي ان يختار له مرشحا قويا معبرا عن أهدافه بعيدا عن جو بايدن الذي رغم خبرته العميقة في العلاقات الدولية إلا ان كبر سنه وأمراضه الماثلة حدت من قدراته.

وقال د. قصاب "هنا كان الحزبان بنفس الموقع من الفشل في دفع مرشحين أكثر إقناعاً من بايدن وترامب. لكن اندحار بايدن أمام ترامب في الجولة السجالية بينهما قد دفع قادة الديمقراطيين للضغط على بايدن للانسحاب وقد انصاع بايدن بعد تردد ورشح نائبته كامالا هاريس لتحل محله وصدق الحزب الديمقراطي في مؤتمره السنوي في ١٩ آب أغسطس على الترشيح".

واكد " إذا ما حاولنا وصف أداء الجانبين في هذا السجال، فقد بدت كامالا هاريس هجومية واثقة من نفسها مستعدة للقاء ترامب بندية وهو ما أبدته فعلا اذ اجبرت منافسها وخصمها لان يكون دفاعيا.

في حين كان دونالد ترامب كما هو معروف عنه معتد بنفسه واثق من قدراته ارتجاليا. رغم النصائح التي وجهها اليه مستشاروه والتي التزم بها جزئيا اذ تصرف بشكل لائق اما السيدة التي تنافسه إلا ارتجاليا تعوزه الدقة وصحة الإحالات في القضايا التي كانت مجال جدل بينهما.

الاقتصاد والإجهاض والهجرة


وأوضح "كانت القضايا الأساسية التي تم الجدل بينهما حوّلها كان الملف الاقتصادي والإجهاض والهجرة ولم تكن للسياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا في هذا السجال من هنا لازال الشأن الداخلي هو هم المواطن الأمريكي الأول وقد نجحت كامالا هاريس في وضع دونالد ترامب بوضع الدفاع فهو لم يكن مقنعا في إجاباته عن الإجهاض وحرية المرأة في جسدها وهو ما يدعو اليه الحزب الديمقراطي على عكس الحزب الجمهوري الذي يدعو لتجريم الطبيب او الممرضة اللذان ينفذان الإجهاض. في قضايا الهجرة ومع صحة منطلقاته بانه يجب تقنين الهجرة الان ان إسرافه في التقليل من شأن المهاجرين اللاتينو والحط من قدرهم قد جعله على الدفاع ايضا.

في الملف الاقتصادي قال د. قصاب وبرغم حذاقة ترامب في الشأن الاقتصادي إلا ان كامالا هاريس كانت مستعدة ايضا وقد أعدت خطة اسمها ٢١-٢٥ لتحسين أداء الاقتصاد

وخلص د. قصاب بقوله ففيما يخصنا كعرب تعلن كامالا انها مع حل الدولتين أما ترامب فلا يمكن التنبؤ بما سيقوم به وان كان من الصعب التنبؤ بما هو إيجابي , الطرفان لا يخفيان تأييدهما لإسرائيل ودعمها " للدفاع عن النفس" فلننتظر ونرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]