أظهرت نتائج استطلاع الرأي العام في قطاع غزّة، الذي نفذه مركز العالم العربي للبحوث والتنمية “أوراد”، ان الغالبية تطالب بانتخابات عامة و50% يفكرون في الهجرة.

وقدم المركز نتائج أخر استطلاعاته في قطاع غزة، حيث تم جمع البيانات بين 8 و17 آب/أغسطس 2024، وهدفالاستطلاع إلى تسليط الضوء على وجهات نظر الفلسطينيين في قطاع غزة وإظهار صوتهم كما هو من واقع الحياة التي يعيشونها، وسط الاعتداءات المستمرة والعنف المسلط على فلسطينيي قطاع غزة وحالة النزوح والمجاعة والعيش في الخيام والملاجئ والشوارع.

وركّز الاستطلاع على قضايا حيوية مثل تقييم الواقع المعاش والتصورات المستقبلية، وسيناريوهات وقف العدوان، وتوقعات الفلسطينيين لما بعد الحرب، وكذلك ثقتهم بأطراف المساعدات الإنسانية وإعادة البناء وإدارة الحكم والتأييد للانتخابات.

لقد تم جمع البيانات لهذا الاستطلاع ضمن عينة مكونة من 538 فلسطيني يقيمون في قطاع غزة بجميع محافظاته شمالًا ووسطًا وجنوبًا، آخذًا بعين الاعتبار التغيّرات شبه اليومية في التركيبة السكانية وحركة المواطنين وأماكن تواجدهم. تم إجراء المقابلات من قبل باحثات خبيرات يعملن في مجال جمع البيانات مع مواطني قطاع غزة منذ بدء العدوان. تم اختيار أرقام الاتصال بشكل منتظم من إطار معاينة على شكل قائمة طويلة من الأرقام الهاتفية بما يعطي كل رقم هاتف فرصة متساوية للاختيار وبدون أي تحيز. لقد تم تمثيل السكان بما في ذلك النساء والرجال والفئات العمرية والتعليمية وغيرها في عينة الاستطلاع. هذا، وتم مقارنة نتائج الاستطلاع هذا مع نتائج استطلاع سابق شمل الضفة الغربية وقطاع غزة نشر خلال شهر حزيران 2024 (للمزيد من المقارنة: تجدون نتائج الاستطلاع السابق عبر الرابط).

أهم النتائج

أولًا: النزوح المتكرر هو الهم الأول لفلسطينيي قطاع غزة: صّرح نصف المستطلعين أن همهم الأول والرئيس هو النزوح وتكراره وأعباؤه.

كما صرح 21% بأن أولويتهم تأمين الطعام والماء، بينما صرح 16% أن أولويتهم تحسين وضع السكن. كما أعطى 5% أولوية متقدمة لاحترام حقوق المواطن من قبل القوى السياسية الداخلية، و4% اختاروا الخدمات الصحية كأولويتهم الأولى. وكان الاستطلاع قد أظهر أن 95% من العينة قد نزحوا لمرة أو أكثر، ومع ذلك فإن 7% ما زالوا أو عادوا للعيش في منازلهم غير المدمرة، ويعيش في منازلهم المدمرة جزئيا 19% من المستطلعين. في المقابل، يعيش الغالبية العظمى (74%) في الخيام والمدارس والمؤسسات الأخرى وحتى في العراء.

ثانيًا: يتوقع أهل غزة ألا تزيد فترة الحرب عن ثلاثة شهور أخرى: عند سؤالهم عن فترة استمرار العدوان على غزة، صرح 60% بأنهم يتوقعون أن تنتهي الحرب خلال ثلاثة أشهر من حينه، بينما يتوقع 18% انتهاء الحرب خلال ستة أشهر إلى سنة. ويتوقع 7% بأنها ستزيد عن سنة و4% عن 3 سنوات، أما الباقي 12% فصرحوا بأنهم لا يعرفون.

ثالثًا: الغالبية تؤيد بنود مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، تثق بجدية حماس، و86% لا يثقون بجدية إسرائيل في التفاوض: تم عرض النقاط التي تم طرحها في وثيقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على المستطلعين، وهي نفس النقاط التي يتحاور حولها المفاوضون ووافقت على جوهر مضمونها حركة حماس في مناسبات عديدة. وهنا يؤيد (بشدة أو إلى حد ما) 89% من المستطلعين مقترح وقف الحرب على ثلاثة مراحل. كما يؤيد 75% مرحلة أولية لوقف كامل لإطلاق النار تصل إلى 6 أسابيع. ويؤيد 85% بندًا حول مرحلة أولى تشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين (الحالات الإنسانية) مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. ووافق 92% على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة وعودة النازحين لمناطق سكناهم الأصلية في المرحلة الأولى. وبشكل عام، يؤيد 90% هذا المقترح بكافة بنوده كرزمة واحدة. وفي نفس الوقت، يجد 86% من فلسطيني غزة إسرائيل غير جادة تجاه مفاوضات لوقف الحرب على غزة، بينما يرى 30% أن حركة حماس غير جادة تجاه ذلك.

رابعًا: أقلية ترى الأداء العام لحكومة السلطة الوطنية مرضيًا، وثلثي فلسطينيي غزة يجدونه غير مرضٍ: عند سؤالهم عن حكومة الدكتور محمد مصطفى، عبّر 17% من فلسطينيي غزة بأنهم راضون أو إلى حدٍ ما راضون عن دعم الحكومة لسبل العيش اليومية والاحتياجات الأساسية للمواطنين أثناء الحرب، بينما عبر 66% عن عدم رضاهم كليًا أو جزئيًا عن أداء الحكومة. وينطبق النمط نفسه على أداء الحكومة في مجال إنهاء الحرب ضد غزة ووقف إطلاق النار. ويزيد الرضا قليلًا في مجال تمثيل الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية، فيصل إلى 21%، بينما تبقى نسبة عدم الرضا مرتفعة لتصل 62% من المستطلعين.

خامسًا: ثلاثة أرباع المستطلعين يؤيدون إدارة دولية/عربية مؤقتة لمعبر رفح كمرحلة انتقالية: أيد 74% من المستطلعين إمكانية إدارة معبر رفح من قبل جهة دولية/عربية لفترة مؤقتة حتى الوصول لاتفاقٍ نهائي حول المعبر.


سادسًا: 72% يرون العودة للمفاوضات كنتيجة محتملة للحرب: تم سؤال المستطلعين عن الاحتمالات الممكنة كنتيجة للحرب، فصرح 72% من المستطلعين بأن نهاية الحرب قد تؤدي إلى عودة للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. ووجد ثلثي المستطلعين عودة السلطة الوطنية الفلسطينية احتمالا قائما (سواء احتمالًا قويًا أو ممكنًا). وفي نفس الوقت، يرى ثلث مستطلعي قطاع غزة عودة حماس للحكم في القطاع احتمالا قائما. كما أن 34% يرون احتمال استمرار الحرب لفترات طويلة ما زال احتمالا قائما، وأخيرًا فإن نحو 20% فقط يعتقدون أن إسرائيل ستستطيع أن تحتل غزة لفترة طويلة، ونفى ذلك غالبية من المستطلعين.

سابعًا: الثقة بمؤسسات الأمم المتحدة وتأييد لحكومة فلسطينية في القطاع: كما في الاستطلاع السابق، يثق 79% من المستطلعين بقيام مؤسسات الأمم المتحدة بإدارة ملف المساعدات الإنسانية، وهو موقف يعكس واقع الحال بين الناس حيث تقوم هذ المؤسسات بذلك حاليًا. كما يؤيد 63% من المستطلعين إدارة الأمم المتحدة لملف إعادة الإعمار خاصة بمراحله الأولى. في المقابل، يثق 16% بقيام جهات عربية باستلام ملف إعادة الإعمار في مراحله الأولى، ويثق 7% بقيام السلطة الوطنية بذلك.

ثامنًا: الحكم للفلسطينيين: برغم المواقف من جهات الإشراف أثناء وبعد الحرب في الأمور الإنسانية والإعمار، إلا أن غالبية الفلسطينيين في غزة (71%) يؤيدون حكومة فلسطينية تدير شؤونهم. ويؤيد 17% قيام جهة دولية بتولي الحكم في غزة، بانخفاض من 21% في استطلاع شهر حزيران 2024. كما يؤيد 5% قيام جهات عربية بذلك. ومن بين الجهات الفلسطينية، ارتفع التأييد بين فلسطينيي غزة لحكومة تديرها السلطة الوطنية الفلسطينية من 27% في حزيران إلى 40% في الوقت الحاضر. في المقابل، انخفض التأييد لحكومة وحدة وطنية من 49% في حزيران إلى 35% اليوم. ويبقى التأييد لحكومة تقودها حماس ثابتًا بين حوالي 6% من المستطلعين.

تاسعًا: غالبية تؤيد إجراء الانتخابات: يؤيد 82% من المستطلعين إجراء انتخابات رئاسية، ويؤيد 85% إجراء انتخابات تشريعية عند انتهاء الحرب.

عاشرًا: تفاؤل حذر في ظل واقع يتدهور: بينما يشعر 77% من فلسطيني غزة بأن المجتمع الفلسطيني يمضي بالاتجاه الخاطئ، يرى 16% بأن المجتمع يمضي بالاتجاه الصحيح. ومع ذلك، يعبر 41% من فلسطينيي غزة عن تفاؤلهم بالمستقبل برغم هذه الظروف المتطرفة في قسوتها. وفي المقابل، فإن 57% يعبرون عن تشاؤمهم تجاه المستقبل، مع العلم أن نسبة التشاؤم قد ارتفعت 13 نقطة من 44% في شهر حزيران الماضي.

حادي عشر: غالبية لم تتابع مباحثات المصالحة ولا ترى جدية بين الأطراف تجاه تحقيقها بعد الاجتماع في الصين: بينما يرى 34% من سكان غزة أن حماس جدية تجاه محادثات المصالحة وتحقيقها، يرى 48% أن فتح جدية. وقد جاءت هذه المواقف في ظل متابعة 48% من فلسطيني غزة للأخبار حول المصالحة، بينما صرح الباقي بعدم متابعتها 51% أو بأنهم لا يعرفون الإجابة.

ثاني عشر: الهجرة: بينما يؤكد 47% من فلسطيني غزة على عدم التفكير بالهجرة كخيار حتى في ظل الظروف السائدة، فإنه من المقلق أن يصرح 49% من المستطلعين بأنهم قد يفكرون في الهجرة في حال توفرت لهم الفرصة. وقد يكون هذا أحد أهم المؤشرات التي سيتم متابعتها لرصد المؤشرات السياسية والحياتية عامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]