يصر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على إحداث مزيدا من الانقسام والتأزم الداخلي، مع إصراره على البقاء في محور "فيلادلفيا" على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وهو ما يعني "تعمّده المغامرة بالسلام" في داخل حكومته ومع مصر يزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن محورا فيلادلفيا ممرا و مجالا لتهريب الأسلحة المقدمة من إيران بعد خروج الجيش الإسرائيلي من غزة عام 2005 ، معتبرا أن مصر لم تنجح في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة عبر المحور، على حد تعبيره.
تصريحات يائسة
ويرى ان الموقع المركزي لمحور فيلادلفيا ساعد على تسليح حماس مما أدى إلى "مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وفق قوله، مشددا على أن سيطرة إسرائيل على المحور أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب. ونوه أن خروجه من المحور يعنى عودة تسلح حماس من جديد علاوة على تسلل مسلحون من غزة إلى سيناء ومن ثمة انتقالهم إلى اليمن وإيران ومناطق أخرى.
وأعاد التأكيد أنه لن يترك محور فيلادلفيا حتى في فترة الـ42 يوما المتضمنة في مقترح صفقة التبادل، وشدد بأنه "ملتزم بإعادة الرهائن لكن لن يحقق الخروج من محور فيلادلفيا ذلك، لن يرحل من غزة ثم يعود لاحقا بل سيبقى في القطاع، مضيفا أنه لا يريد أن يحكم قطاع غزة ولكنه يسعى إلى حرمان حماس من قدرتها على العودة لحكم القطاع.
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، يقول :" إن إصرار نتنياهو على البقاء في فيلادلفيا واتهام مصر بتهريب أسلحة لقطاع غزة تصريحات يائسة لشخص مأزوم . منوها انه مطلوب للعدالة الدولية، وهو مطلوب أيضا للعدالة داخل بلده بسبب جرائم تمس بالشرف، والشيء الوحيد الذي يحميه أنه رئيس وزراء في حالة حرب.
ولا يستبعد بيومي في تصريحاته أن "يغامر نتنياهو بالسلام لمصلحته الشخصية، عبر عرقلة المفاوضات بكل الطرق، ووضع شروط لن يقبل بها أحد"، مؤكدا أن "تحالف اليمين المتطرف الحاكم حاليا (في إسرائيل) لا يسعى للسلام". وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وثيقة تكشف تعديلات نتنياهو المعرقلة لمفاوضات الهدنة و التى وصف بالوثيقة "الدموية" فهي ملطخة بدماء الرهائن الستة الذين قتلوا في رفح".
أزمة سياسية
وأجرى فيها تغييرات كثيرة أدت إلى تغيير مسار المفاوضات مع حركة "حماس"، وفيها تعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وتحديد قوائم جديدة للأسرى، والتشديد على تفتيش العائدين إلى شمالي غزة، وهذه التعديلات تشير إلى تراجع نتنياهو عن مقترح شهر مايو (أيار)، الذي وافقت عليه "حماس".
الوثيقة التي نقلتها الصحيفة جاءت تحت عنوان "توضيحات لتنفيذ المرحلة الأولى من مسودة اتفاق 27 مايو". وتشمل في صفحاتها السبع ملاحق وخرائط وأيضاً أسماء 40 أسيراً إسرائيلياً ونفي الأسرى الفلسطينيين كما تفسر الوثيقة بالتفصيل وبخرائطها مطالب نتنياهو حول محور فيلادلفيا ومعبري رفح ونتساريم وفيها تغييرات جذرية.
فيما يقول عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) السابق، يوسي يونا،"ان نتنياهو يتحدث عن الانتصار النهائي على حماس، لكن حقيقة لا يوجد تفسير واضح لمعنى هذا الانتصار، وهناك أزمة سياسية كبير تعصف بالبلاد". ويضيف يصر نتنياهو على عرقلة جهود التفاوض، من خلال فرض الشروط التي يريدها، وهو يعرف أن حركة حماس لن توافق عليها، وعلى رأسها محور فيلادلفيا الذي يجد رفضا مصريا أيضا.
يلفت يونا إلى أن جدل عميق يدور داخل إسرائيل، خاصة مع الخلاف المعلن بين نتنياهو وبين قائد الجيش يوآف غالانت، فالأول يصر على بقاء القوات في المحور، بينما يرى قادة الجيش أنه يمكن الانسحاب منه لإفساح المجال، للمضي قدما في صفقة تبادل الرهائن ووقف الحرب.
مصالح شخصية
ويضيف يونا:"على الرغم من الغضب الشعبي المتزايد نتيجة الخوف على حياة بقية الأسرى، والذى تجلى في المظاهرات العارمة التي تعجّ بها شوارع تل أبيب، وطالبت بعقد صفقة لتحرير الأسرى، لكن، لا يمكن التنبؤ بموقف نتنياهو، وما إن كانت المظاهرات والضغط الأميركي سيجعلناه يظهر مرونة أم لا". من جانبه يقول المحلل السياسي الإسرائيلي، إلحنان ميلر، نتنياهو لا يعطي اهتماما كافيا لحياة المختطفين، بسبب مصالح شخصية وسياسية، وسيتم محاسبته على هذا الأمر". ويرى أن إصرار نتنياهوعلى البقاء فى محور فيلادلفيا ، هو رغبته في إطالة أمد الحرب حتى القضاء على يحيى السنوار (زعيم حركة حماس) والحركة؛ كي يحقق إنجازا ملموسا في هذه الحرب، وهو في هذا يلعب على الوقت مثله مثل السنوار الذي يراهن أيضا على الوقت ويحاول الصمود".
أما عن توقعاته بشأن تأثير المظاهرات ضد نتنياهو على موقفه، فيقول إنها "لن تغير قرار نتنياهو، بل الهدف منها الضغط على حلفائه في الائتلاف الحاكم؛ إذ تم تنظيم مظاهرات أمام منازل نواب الكنيست والوزراء المقربين من نتنياهو للتخلي عنه". من جانبها قالت حركة حماس: "لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة، والمطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه، و نحذر من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، الذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا.
[email protected]
أضف تعليق